الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

مختصر شعب الإيمان للإمام البيهقي -76 إصلاح ذات البين


76

 -السادس والسبعون من شعب الإيمان

وهو باب في الإصلاح بين الناس

 

 إذا مرجوا وفسدت ذات بينهم إما لدم أريق فيهم، وإما لمال خطير أصيب لبعضهم، وإما لتنافس وقع بينهم أو غير ذلك من الأسباب التي تفسد الأخوة وتقطع المودة قال الله تعالى : (  لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس )

  وقال: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )   أي بين كل اثنين منكم، ومن قرأ بين إخوتكم، فالمعنى بين جماعتهم إذا فسد ما بينهم .

وقال : (  وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير )،  وقال تعالى: ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ) .

 وأباح رسول الله  صلى الله عليه وسلم  لمن تحمل حمالة في إصلاح ذات بين أن يأخذ من الصدقات ما يستغني به على قضاء دينه وإن لم يكن فقيرا، وذلك راجع إلى الترغيب في الإصلاح،  وتخفيف الأمر على القائمين به فيكون تخفيفه عليهم مبعثة له على الدخول فيه .

 

10573 - عن مجاهد عن بن عباس في قول الله عز وجل : (  فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم )  قال: هذا تحريج من الله عز وجل على المؤمنين أن يتقوا الله ويصلحوا  ذات بينهم.

 

10574-  عن السائب بن مهجان من أهل الشام من أهل إيلياء وكان قد أدرك أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم  في حديث ذكره قال : لما دخل عمر رضي الله عنه الشام حمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وأمر بالمعروف،  ونهى عن المنكر،  ثم قال: إن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قام فينا خطيبا ، فأمر بتقوى الله وصلة الرحم وصلاح ذات البين وقال : " عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة،  وإن الشيطان مع الواحد،  وهو من الإثنين أبعد، لا يخلون رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما، ومن سادته سيئه وسرته حسنته فهو أمارة المسلم المؤمن، وأمارة المنافق الذي لا تسوؤه سيئته ولا تسره حسنته، و إن عمل خيرا لم يرج من الله في ذلك ثوابا، وإن عمل شرا  لم يخف من الله في ذلك الشر عقوبة، وأجملوا في طلب الدنيا، فإن الله قد تكفل بأرزاقكم ، وكل ميسر له عمله الذي كان عاملا، استعينوا بالله على أعمالكم، فإنه يمحو ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب "

 صلى الله عليه وسلم  على نبينا محمد وآله وعليه السلام ورحمة الله والسلام عليكم هذه خطبة عمر بن الخطاب على أهل الشام أثرها عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  .

 

10577 – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"  كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع عليه الشمس، قال: ما يعدل بين اثنين صدقة، ويعين الرجل في دابته يحمله عليها أو يرفع له متاعه عليها صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة " .

رواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق .

 

10578 - عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ "  قالوا : بلى يا رسول الله قال : " صلاح ذات البين " قال:" وفساد ذات البين هي الحالقة"  وفي رواية بن السماك: " فإن فساد ذات البين هي الحالقة "

صححه الألباني.

 

10579 -  عن أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال:" ما عمل بن آدم شيئا أفضل من الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن".

 

10585 -  عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أخبرته إنها سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وهو يقول:" ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس،  فيقول خيرا أو ينمي خيرا " ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس كذبا إلا ثلاث : الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها .

أخرجه مسلم من حديث بن وهب عن يونس مختصرا .

وأخرجاه من حديث صالح عن الزهري.

 

فصل

 قال : وإذا كان إصلاح ذات البين مهما فسدوا واجبا ، فمن البين أن ترك الإفساد بين الناس باجتناب النمائم،  واتقاء الضرب والتحريش بينهم أوجب وألزم، وذم الله تبارك وتعالى السحرة بقوله: ( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه).

 

10588 -  عن بن عباس قال: مر رسول الله  صلى الله عليه وسلم  على قبرين، فقال:" إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستبرئ من بوله".

  قال وكيع :لا يتوقاه،  قال: فدعا بعسيب رطب ، فشقه اثنين ثم غرس على هذا واحدا، وعلى الآخر واحدا ثم قال: " لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا"

 أخرجاه في الصحيح من حديث وكيع .

وقوله: " ما يعذبان في كبير " لا يقصد به تصغير الذنب، وإنما يقصد به تسهيل الأمر في توقيهما والله أعلم .

 

10590 -  عن حذيفة أنه بلغه أن رجلا  ينم الحديث، فقال حذيفة : سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول : "لا يدخل الجنة نمام".

وفي رواية " قتات" والقتات : النمام

 رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ وعبد الله بن محمد بن أسماء .

 

10593 - عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: كنا نقول في الجاهلية العضة السحر ، وأن العضة اليوم فيكم القالة قيل: من قال وقال ، وحسب الرجل من الكذب أن كل ما يسمعه يحدث.

 

10603 -  عن أبي هريرة قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:"  من خبب خادما على أهله فليس منا ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا ".

 

10604 -  عن بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" من حلف بالأمانة فليس منا، ومن خبب زوجة امرئ أو مملوكة فليس منا ".

  

ليست هناك تعليقات: