الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

مختصر شعب الإيمان للإمام البيهقي - 50 التمسك بما عليه الجماعة

 


50 - الخمسون من شعب الإيمان

وهو باب في التمسك بما عليه الجماعة

 

 قال الله عز وجل :" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا  "

 

7089  - عن أبي هريرة قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا ، رضي لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم،  ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال" أخرجه مسلم في الصحيح من حديث جرير .

 

7090 - عن الحارث الأشعري قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" وأنا آمركم بخمس أمرني الله تعالى بهن: الجماعة، والسمع والطاعة، والهجرة ،والجهاد في سبيل الله ،فمن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقه الإسلام -أو الإيمان من عنقه -أو الإيمان من رأسه - إلا أن يراجع ومن دعا دعوى جاهلية فهو من جثا جهنم قيل يا رسول الله وإن صام وصلى قال: وإن صام وصلى تداعوا بدعوى الله الذي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله ".

 

7091 - عن أبي هريرة قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات على ذلك فهي ميتة الجاهلية ومن خرج من أمتي بظلم برها وفاجرها لا يحتسم - أو قال - لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهدها فليس مني ومن قتل تحت راية عمية يغضب للعصبية وينصر للعصبية ويدعو للعصبية فقتلته جاهلية أو قال ميتته جاهلية شك أبو محمد .

 

7092 - عن أبي هريرة أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال :" من خرج من الطاعة وفارق الجماعة  ثم مات مات ميتتة جاهلية ومن قتل تحت راية عمية يغضب للعصبية ويقاتل للعصبية فليس مني ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى عن مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني" أخرجه مسلم من حديث مهدي بن ميمون وغيره .

 

7093 - نا أبو رجاء العطاردي سمعت بن عباس يرويه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال:" من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية"

 

7094  -عن أبي رجاء عن بن عباس رفعه إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  ثم ذكر الحديث رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان عارم عن حماد .

 

 

7096 - عن علقمة بن وائل عن أبيه قال سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا قال فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثانية -أو في الثالثة -فجذبه الأشعث بن قيس فقال النبي  صلى الله عليه وسلم :" اسمعوا وأطيعوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم " رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن بشار.

وروينا في حديث حذيفة بن اليمان عن النبي  صلى الله عليه وسلم  في أخباره عن أئمة لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته قال :" تسمع وتطيع للأمير فإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع " .

 

7097 - عن أم سلمة عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه قال :"سيعمل عليكم أمراء بعدي تعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال: لا ما صلوا" قال قتادة يعني من أنكر بقلبه وكره بقلبه رواه مسلم من حديث محمد بن بشار

 

 وروينا من وجه آخر عن الحسن أنه قال فمن أنكر بلسانه فقد برئ وقد ذهب زمان هذه ومن كره بقلبه فقد جاء زمان هذه .

 

قال الحليمي رحمه الله فالإمام العادل طاعته واجبة ومخالفته حرام والثبات على عهده وعقده فرض وأما الجائر فمن قال إن الفسق لا يناقض الإمامة احتج بظواهر هذه الأخبار وقال إنها نطقت بإيجاب الطاعة للعادل والجائر ومن قال إن الفسق يناقض الإمامة قال إن ذكر الإمام الجائر منفردا عن الإمام العادل ليس إلا أن الجائر إمام في صورة أمره وظاهر حاله دون إثبات أن يكون إماما بالإطلاق كالعادل وعرفنا أن مفارقته ونبذ طاعته إذا كانت لا تكون إلا بنقض الجماعة وجبت طاعته وفي ذلك دليل على أن مفارقته إذا أمكنت بغير نقض الجماعة وجبت مفارقته ومعنى مفارقة الجماعة أن الجمهور إذا كانوا يرون أن فسقه لا يناقض إمامته وكان نفر يسير يرون أنه يناقضها فهؤلاء النفر اليسير ليس لهم أن يبوحوا بما في نفوسهم لأن الجمهور يخالفونهم ويردونهم عن رأيهم فإما أن تقع الفرقة وإما أن تصيبهم من الإمام معرة استظهارا منه بالجمهور فيكونوا قد تعرضوا من البلاء لما لا يطيقونه وذلك مما قد نهوا عنه وهكذا إن كان أهل الرأي يرون أن الفسق يناقض الإمامة إلا أنه لم يمكنهم أن يخالفوه  لأن الجند قد ألفوه فإن أظهروا لهم ما عندهم من الرأي اضطربوا وماجوا وثارت الفتنة فسبيلهم أن يسكتوا أو يلزموا الجماعة ثم بسط الكلام في إتيان الصلوات وإقامتها خلفه إن أقامها ودفع الصدقات إليه إن طلبها والترافع إلى من نصبه قاضيا والخروج معه في جهاد الكفار وإن كان في دفع واحد مثله قصد بالقتال توهين المدفوع وإن كان في دفع من قصده بالحق ليزيله عن مكانه أعان أهل الحق إلا أن يرى فيهم ضعفا فيحتال في القعود وإن عذر فيه وإن لم يعذر فيه خرج معه ويبقى الرمي والضرب والطعن ما أطاق .

 

 

7099 - عن أبي هريرة قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" عليك بالطاعة" وفي رواية الأهوازي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"عليك بالسمع والطاعة في منشطك ومكرهك وعسرك ويسرك وأثرة عليك "رواه مسلم عن سعيد بن منصور وقتيبة عن يعقوب .

 

7103 - عن سفيان بن حسين قال قال إياس بن معاوية لا بد للناس من ثلاثة أشياء: لا بد لهم من أن تؤمن سبلهم، ويختار لحكمهم حتى يعدل الحكم فيهم ، وأن يقام لهم الثغور التي بينهم وبين عدوهم فإن هذه الأشياء إذا قام بها السلطان احتمل الناس ما سوى ذلك من أثرة السلطان وكل ما يكرهون .

 

7104 - أبا عبيد الله الوزير سمعت أبا جعفر أمير المؤمنين المنصور يقول لابنه المهدي أمير المؤمنين يا أبا عبد الله إذا أردت أمرا ففكر فيه فإن فكرة العاقل مرآته تريه حسنه وسيئه يا أبا عبد الله الخليفة لا يصلحه إلا التقوى والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة والرعية لا يصلحها إلا العدل وأعظم الناس عفوا أقدرهم على العقوبة وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه .

 

فصل في فضل الجماعة والألفة وكراهية الاختلاف

والفرقة وما جاء في إكرام السلطان وتوقيره

 

7105 - عن عرفجة بن شريح الأشجعي قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" ستكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه يفرق أمة محمد وهم جميع فاقتلوه كائنا من كان من الناس " ليس في رواية الصوفي ذكر الأسلمي وقال عن عرفجة بن شريح فقط أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن شيبان .

 

7108 - عن أنس بن مالك أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال :" ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن :إخلاص العمل لله ، ومناصحة أولي الأمر ، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم "

 

7110 -  عن العرباض بن سارية أنه قال صلى لنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  صلاة الصبح ثم أقبل علينا بوجهه ووعظنا بموعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال : "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ".

 

7115 - عن بن عباس قال قضم الملح في الجماعة أحب إلي من أكل الفاذلوج في الفرقة.

 

7116  - عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال :" إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها" قلنا : فما تأمرنا يا رسول الله قال : أعطهم حقهم الذي جعل الله لهم وسلوا الله حقكم"

 وفي رواية يعلى قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :" إنه سيكون أثرة وأمور تنكرونها" قال فما يصنع من أدرك ذلك منا يا رسول الله قال: أدوا الحق الذي عليكم وسلوا الله الذي لكم .

أخرجاه في الصحيح من حديث الأعمش.

 

7117 - عن أنس بن مالك قال نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد  صلى الله عليه وسلم  قال لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تعصوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر إلى قريب .

 

7118 - عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال:" لينقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة" .

 

 

 


ليست هناك تعليقات: