الأحد، 5 أكتوبر 2008

قضايا كبري تواجه الصحابة

قضايا كبري تواجه الصحابة

أول قضية كبري واجهت الصحابة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم ، وليس معهم فيها نص هي قضية الخلافة
فلم ينص الرسول صلي الله عليه وسلم علي من يخلفه في إمامة الأمة
نعم كانت هناك إيماءات من الرسول توحي بأنه يرغب في ان يكون أبو بكر هو الخليفة
ولكنها لا تتجاوز أن تكون مجرد ترشيح
نعم ترشيح فقط
أما أمر الخلافة فهو موكول للأمة تختار من ترغب أن يحكمها ويتقلد زمام أمورها مراعيا شرع الله في كل صغيرة وكبيرة

هنا ظهر خلاف فمن الناس من يقول منا أمير ومنكم أمير ( أي المهاجرين والانصار )
حتي أتي أبو بكر بنص علي ان الامامة في قريش
ورشح أبو بكر إثنين منهم عمر ابن الخطاب
ولكن عمر ابن الخطاب أثني علي ابو بكر ولمح لترشيح رسول الله صلي الله عليه وسلم له وبايعه
ثم توالت البيعة لأبي بكر رضي الله عنه فاستقرت له الخلافة

أكبر قضية تشغل حس المسلمين بعد وفاة الرسول قضية إجتهادية ليس فيها نص صريح
يجب الانتباه لهذه النقطة

علي هامش موضوعنا الخلافة شوري للأمة ليس لأحد ان يستأثر بالأمر ويستخلف من بعده دون رضي الرعية فليست الامة مجموعة من الشياه أو النعاج تساق
نعم للخليفة أو الحاكم أن يرشح للمنصب من بعده ولكن علي الامة أن تقبل هذا الترشح أو ترفضه
أما ان يحكم الامة رجل يوصي لرجل ثم هذا يوصي لهذا وكأننا ورث ورثوه عن ابائهم هذا لا يصح ولا يجوز

خرج ابو بكر بعد استخلافه الي السوق يتجر ليعول اهله فرآه عمر فقال هذا يشغلك عن مراعاة شؤون الامة فقال ابوبكر وكيف اعول اهلي قال نفرض لك من بيت المال

وهذه قضيه إجتهادية ليس فيها نص

ثم توالت القضايا والمعضلات علي صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وليس معهم فيها نصوص فاجتهدوا فيها وأصابوا رضي الله عنهم وأرضاهم
من هذه المسائل
حرب الردة والتفريق بين الصلاة والزكاة
جمع القرآن
جمع السنة كما فعل ابن عباس رضي الله عنه وإن لم يكن يدون
.......
قضايا كثيرة واجهتهم واجتهدوا فيها
مما سبق يتبين أن الاسلام دين ديناميكي متفاعل مع واقع متغير وأنه علي أبنائه ان يجتهدوا فيما يستجد لهم من قضايا في ضوء الأصلين
نضيف إلي الاصلين هنا إجماع الصحابة

الأربعاء، 10 سبتمبر 2008

حال الصحابة في غياب الأصلين


حال الصحابة في غياب الأصلين

ماذا كان يفعل الصحابة في حالة حدوث حادثة ليس معهم فيها دليل أو لا يعرفون لها دليل من كتاب الله أو سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم

لدينا هنا ثلاث قصص بثلاث وقائع تبين المراد
القصة الاولي قصة الصحابي الذي إستخدم الفاتحة كرقية للرجل الملدوغ والقصة مشهورة
فعندما رجع الصحابة وأخبروا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال له ما أخبرك أنها رقية أي الفاتحة
فهنا إجتهد الصحابي في الاستشفاء بكتاب الله دون توقيف خاص بأن فاتحة الكتاب رقية
ربما استدل بعموم قوله تعالي " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة "
لم تحدثنا الرواية عن دليله ولكن حدثتنا عن اجتهاده وتصويب الرسول صلي الله عليه وسلم له

القصة الثانية
هي قصة الصحابي الذي أجنب ولم يجد الماء فتمرغ بالتراب
وعندما أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم بما فعل قال له إنما كان يكفيك أن تصنع هكذا وعلمه التيمم

فهنا صوب الرسول صلي الله عليه وسلم حكمه علي التراب أنه بديل ولكن صحح له كيفية استخدام التراب كبديل عند تعذر الماء أو فقده

القصة الثالثة

عندما أجنب صحابي وكان به جرح فسأل هل له ان يترك الاغتسال او غسل الجرح فأفتاه أحد بأنه لا يجوز بل يجب عليه الغسل فاغتسل فمات
فلما علم رسول الله صلي الله عليه قال قتلوه هلا سألوا إذ لم يعرفوا إنما شفاء العي السؤال
وقال إنما كان يكفيه ان يمسح علي جرحه

ملاحظات حول الثلاث وقائع
المتأمل في القصص الثلاث يلحظ أن الصحابة كانت تري أنه يجب عليها الاجتهاد فيما لا نص فيه ، إذ يجب عليها العمل ،ولا نص مبين للعمل فوجب الاجتهاد
والاجتهاد هنا هو إعمال البديهة والعقل في الواقعة في ضوء ما عرفوه من الشرع الحنيف
وهذا واضح في القصة الاولي والثانية
لكن الرسول لام الذين افتوا بغير علم في القصة الثالثة أي اجتهدوا وأخطأوا

والقصة الثالثة في رأيي تؤيد اعتماد الصحابة علي وجوب الاجتهاد في الاحكام مالم يوجد نص
إذ في القصة الثالثة علي التحقيق هم لم يجتهدوا إنما منعوا الاجتهاد عملا بالنص الذي يوجب الغسل
والرجل صاحب الجرح كان يعرف وجوب الاغتسال إنما كان يبحث عن رخصة بسبب مرضه
هذا موطن إجتهاد هنا أفتاه أصحابه بالمنع من الرخصة
وكان الاجدر بهم أن يمتنعوا عن الحكم كلية
لا أن يجزموا بمنع الرخصة

وهذا أشبه حالا بمن قالوا بمنع الاجتهاد في عصور الجمود ، وقالوا بمنع وجود مجتهدين ، ومازلنا نعاني إلي الآن من آثار ذلك

سبحان الله الفرق جلي بين القصة الثانية والثالثة
في الثانية الرجل أجنب ولم يجد ماء فتمرغ بالتراب
وهذا أصعب في الاجتهاد
ممن لديه الماء ولديه عذر في استخدامه كالمرض الشديد كما في القصة الثالثة
ولكن لما كان صاحب القصة الثانية آخذا بالجد والعزم وفق في إجتهاده وإن كان الرسول بين له الكيفية

هنا سؤال
هل هذا خاص بعصر التشريع وحياة الرسول لأنهم إن أخطأوا فسينزل وحي ببيان خطأهم أو سيخبرهم الرسول بصواب أو خطأ إجتهادهم

في الواقع الظاهر أنه لافرق
بل الاجتهاد في عصر التشريع هو بمثابة تدريب لهم علي الاجتهاد
وسنبين ذلك بوضوح فيما يلي

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

حال الصحابة مع الأصلين

حال الصحابة مع الأصلين

توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم وترك الصحابة يواجهون الحياة بما معهم من الأصلين
كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم فتري كيف كان حالهم مع الأصلين

ماذا يحتاج الصحابي لفهم كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم
كل ما يحتاج إليه الصحابي لفهم كلام الله وكلام رسوله هو فهم الكلام العربي
أي اللغة التي هم أصلاً أهلها المتفنون فيها
والبديهة (أو العقل والمنطق السليم ) وإضافة إلي ذلك معرفتهم بأسباب نزول القرآن أو أسباب ورود الحديث
إذ القرآن والحديث إنما كانا يتنزلان علي واقع حي وفق ما يقتضيه الحال من بيان

ما معني اللغة ؟
معني اللغة أنه لا يتوقف فهم أي معني من معاني التوحيد والاعتقاد علي لفظ لا يعرفه الصحابة
وكذا الاحكام
ولكن هل معني ذلك أن كل الفاظ القرآن كان يعرفها كل الصحابة ؟
الاجابة لا بالطبع
بل كان هناك بعض الالفاظ التي لم يكن يعرفها أكابر الصحابة
مثل الأب في قوله تعالي " وفاكهة وأبا "
فلم يكن يعرف معناها أبو بكر رضي الله عنه
ولكن هل تتوقف أي مسألة من مسائل الاعتقاد والتوحيد أو مسائل الاحكام والعبادات عليها
لا لايتوقف عليها شيء

وهنا يجب التنبيه علي مسألة كثرت بين صفوف الدعاة أن يأتوا بألفاظ غير معروفة لعوام الناس في سور القرآن للتدليل علي جهل الناس بالقرآن وتقصيرهم ، فإنه منهج خطأ
طالما أن تلك الالفاظ لا يتوقف علي فهمها أي من مسائل الاعتقاد أو الاحكام
خاصة أنها تعمل علي إيجاد حاجز بين القرآن وبين الناس وليس العكس
إذ الأصل أن القرآن ميسر للذكر

هنا قصة تؤكد ما أود قوله
وهي قول الرسول صلي الله عليه وسلم للصحابة لا تصلين العصر إلا في بني قريظة بعد غزوة

هنا فهم الصحابة أن الرسول صلي الله عليه وسلم إنما أراد الإسراع فعند دخول الوقت وخشي الصحابة خروج وقت العصر صلوا في الطريق
في حين أنه رأي بعض الصحابه أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال لا تصلين العصر إلا في بني قريظة فلم يصلوا العصر حتي خرج وقتها وصلوها في بني قريظة كما أمر الرسول صلي الله عليه وسلم
هنا لما علم الرسول بفعل الفريقين لم يخطأ أحدهما
وهذا دليل علي أن فعل الفريقين صوابوهذا لأن اللفظ الذي قاله الرسول صلي الله عليه وسلم يحتمل المعنيان

أصلان

أصلان

لدينا أصلان مهمان ترد إليهما كل العلوم
هما الكتاب والسنة
القرآن وحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم
هما مصدر الشرع تتفرع عنهما كل فروع العلوم الشرعية وباقي الادلة تنبني وتتفرع عن هذين الاصلين الكتاب والسنة
فالاجماع مثلا لابد له من مستند آية أو حديث

مصدر التشريع (الكتاب والسنة ) تحدث في قضيتين أساسيتين فقط والباقي فرع عنهما أو مكمل أو مبين
هما العقيدة والأحكام
إذن لدينا الكتاب والسنة يتحدثان عن الإيمان والاحكام

قضايا الايمان والعقيدة جاءت مبينة بيان شافي لا لبس فيه أو غموض ،إذ لو أن القرآن والسنة فيهما لبس في مسائل الاعتقاد لكان هذا منافي لاصل الرسالة وهي إرسال الله الرسول ليبين للناس ما عليهم تجاه الله من إيمان وماهي صفات الله معبودهم وخالقهم

كذا قضايا الاحكام لايكلف الله الناس بعبادات ومعاملات ثم يترك أمر هذه التكاليف غامض أو مبهم

بموت النبي صلي الله عليه وسلم إكتمل الشرع إكتملت الديانة
عرف الناس ربهم باسمائه وصفاته عن الجنة والنار الملائكة اليوم الآخر الرسل القضاء والقدر
كل شيء من أمر العقيدة من أمر الايمان قد تم
وكذلك الاحكام ماذا أراد الله من الناس من تكاليف
كيف يعبدونه ماذا يحل لهم ماذا يحرم عليهم
كل هذا بموت النبي صلي الله عليه
قد تم
اكتمل كتاب الله و اكتملت سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم

الاثنين، 8 سبتمبر 2008

مقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله وعلي اله وصحبه ومن والاه اما بعد

ذهب الانسان إلي الفضاء ، رحل بعيدا ،وطأت قدمه كواكب أخري غير الارض، ذهب إلي القمر
وهو يتقدم من يوم لآخر إلي أشياء ربما كانت في العصر القريب خيال علمي
وكان سلاح الانسان الذي حارب به المجهول المعرفي حتي تلك اللحظة هو العقل
العقل الذي خلقه الله للانسان
وهذا العقل هو هو الذي لدينا نحن معاشر المسلمين
كيف يجوز لنا أن نري الانسان الغربي يستعمل العقل ويصل به إلي ما نري من تكنولوجيا متقدمة
وأفاق معرفية لاتنتهي
ونحن نرفع شعار فتح باب الاجتهاد
ومنذ متي وهذا الباب مغلق
ومن أغلقه
وهل فتح الآن باب الاجتهاد
لا أدري ؟
ولكنني أعلم أنه لا يوجد بين صفوف علماء الأمة اليوم علماء مجتهدين علي طراز علمائنا الأوائل
ما سبب ذلك ؟
وكيف نخرج من حالة الجمود التي استمرت عدة قرون؟

هذا ما نحاول الحديث عنه في مذكرات طالب علم