الاثنين، 24 يناير 2011

التعالم وأثره علي الفكر والكتاب

التعالم وأثره علي الفكر والكتاب


اسم الكتاب : التعالم وأثره علي الفكر والكتاب
اسم المؤلف: العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد
الطبعة الأولي 1408 هـ
عدد الصفحات : 115 صفحة

رابط المجموعة العلمية للتحميل

http://www.4shared.com/document/uJ9z4F02/_______________.html

ومنها كتاب التعالم وغيره للشيخ رحمه الله
......................
التعالم وأثره علي الفكر والكتاب 2

فكم رأينا نزالا في حلائب العلم ، من رائم للبروز قبل أن ينضج ، فراش قبل أن يبري، وتزبزب قبل أن يتحصرم، وقد قيل ( البداية مزلة ) وقيل من البلية تشيخ الصحفية ويؤثر عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قوله ( العلم نقطة كثرها الجاهلون) ،

شكي حالهم ابن القيم رحمه الله تعالي فقال :


هذا وإني بعد ممتحن بأر      بعة وكلهم ذوو أضغان
فظ، غليظ، جاهل، متمعلم    ضخم العمامة، واسع الأردان
متفيهق، متضلع بالجهل، ذو  ضلع، وذو جلح من العرفان
مزجي البضاعة في العلوم    وإنه زاج من الإيهام، والهذيان
يشكو إلي الله الحقوق تظلما    من جهله كشكاية الأبدان
من جاهل متطبب يفني الوري    ويحيل ذاك علي قضا الرحمن

وقال الحسن البصري رحمه الله :( اللهم نشكوا إليك هذا الغثاء)
وقال ابن حزم رحمه الله تعالي : ( لا آفة علي العلوم وأهلها ، أضر من الدخلاء فيها، وهم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون ، ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون، ويقدرون أنهم يصلحون)

وقال أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله تعالي :


( قلما تقع المخالفة لعمل المتقدمين ، إلا ممن أدخل نفسه في أهل الاجتهاد، غلطاً، أو مغالطة)

والمتعالم فج الدعوي ، قال الحكيم الترمذي في صفة عموم الخلق : ( ضعف ظاهر ، ودعوي عريضة )

كل من يدعي بما ليس فيه فضحته شواهد الامتحان


ولذا قال قتادة رحمه الله تعالي :


( من حدث قبل حينه، افتضح في حينه)
والمتعالم محل إعجاب من العامة، فتري العامي إذا سمع المتعالم يجيش بتعالمه الكذاب، المحروم من الصدق وقوفا عند حدود الشرع يضرب بيمينه علي شماله تعجبا من علمه وطربا . بينما العالمون يضربون بأيمانهم علي شمائلهم ، حزنا وأسفا ، لانفتاح قفل القتنة، والتغرير بعدة المستقبل بله العوام
..............
التعالم وأثره علي الفكر والكتاب 3
مفتي الخنفشار


في كتب المحاضرات ، أن رجلا كان يفتي كل سائل ، دون توقف ، فلحظ أقرانه ذلك منه، فأجمعوا أمرهم لامتحانه، بنحت كلمة ليس لها أصل هي ( الخنفشار) فسألوه عنها، فأجاب علي البديهة : بأنه نبت طيب الرائحة ينبت بأطراف اليمن، إذا أكلته الإبل عقد لبنها ....


وقال دواد الأنطاكي كذا وكذا ..


وقال النبي صلي الله عليه وسلم ، فاستوقفوه، وقالوا : كذبت علي هؤلاء ، فلا تكذب علي النبي صلي الله عليه وسلم، وتحقق لديهم أن ذلك المسكين : جراب كذب

ومن الخنفشاريين خبير النعنع ، ففي ملح التاريخ كما ذكر السخاوي : أن جهنيا كان من ندماء المهلبي ، وكان يأتي بالطامات فجري مرة حديث في النعنع، فقال : في البلد الفلاني نعنع يطول حتي يصير شجرا ، ويعمل من خشبه سلالم فثار منه أبو الفرج الأصبهاني صاحب الأغاني فقال : نعم : عجائب الدنيا كثيرة ولا ينكر هذا والقدرة صالحة ، وأنا عندي ماهو أغرب من هذا : أن زوج الحمام يبيض بيضتين فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مئة ، وسنجة خمسين – السنجة كفة الميزان- فإذا فرغ زمن الحضانة انفقست السنجتان عن طست وإبريق، فضحك أهل المجلس ، وفطن الجهني لما قصد الفرج من (الطنز) وانقبض عن كثير من حكاياته .

ومنهم الجوباري: أحمد بن عبد الله الجوباري ، إذ بلغ من كذبه وتغفيله: أنه لما ذكر له اختلاف المحدثين في سماع الحسن البصري رحمه الله تعالي ، من أبي هريرة رضي الله عنه، ساق بإسناده قوله : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : سمع الحسن من أ[ي هريرة!
....
وما هذا إلا لتسنم العلم أغمار ركبوا له الصعب والذلول ، وظنوا أن العلم ينال بالراحة ولما يملؤا منه الراحة، فتهافتوا علي مناصب العلم في الفتيا، والتأليف، والنشر، والتحقيق، وصاروا كتماثيل مدسوسة بأيديهم هراواي يضربون في عقول الأمة حيناً وفي تراثها أحيانا ، مكدرين – وحسابهم علي الله – صفو الأمة في دينها وفي علمها. وهل العلم والدين إلا توأمان لا ينسلخان إلأا في حساب من انسلخ منهما .

ومن حديث أبي أمية الجمحي رضى الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر) رواه البخاري
...


ويمكن إجمال الأسباب إلي :


1- قعود المتأهلين عن البلاغ، ونزول ساحة المعاصرة
2- ضعف الإمداد السلين ( التكوين)
3- ضعف الالتفات إلي تلمس العلل وعلاجها
4- استشراء داء ( حب الشهرة) لغياب قوة : " الإيمان"
5- انفصام عروة الاتصال بين الطالب ، وكتبب السلف إذ أن التلقي صار بالمذكرات ، والمؤلفات الحديثة
6- قلب ( لغة العلم) في المصطلحات بما لا يتواطأ مع ( لغة العلم) لكتب السلف
فهذه غصص مولدة للأوجاع المذكورة .
.........................
التعالم وأثره علي الفكر والكتاب 4

يروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل
وقال بعضهم : العلم دعوي والعالم مدعي ، والعمل شاهد، فمن أتي بشهود دعواه صحت للمسلمين فتواه

ظواهر التعالم :
1- التعالم في الفتيا : والفتوي جمرة تضطرم ، فاسمع ماشئت من فتاوي مضجعة، محلولة العقال، مبنية علي التجري لا التحري، تعنت الخلق، وتشجي الحلق، لا تقوم علي قدمي الحق، بل ولا علي قدمي باطل وحق، حتي هزأ بهم كبار الأجراء ، وقالوا : ( فُتيا بفرخة)

ومنه : ما تراه في أحوال بعض المنتسبين إلي العلم تراه قد غرز قدميه في بقعة التعالم ، لا يري من يعشره ، مسرورا بما يساء به اللبيب، يأنف من التجاسر علي صرف المستفتي بلا جواب ، فيتجاسر علي القول علي الله بلا علم


قال بعض العلماء : قل من حرص علي الفتيا ، وسابق إليها ، وثابر عليها إلا قل توفيقه، واضطرب في أمره


وإن كان كارها لذلك غير مختار له ما وجد مندوحة عنه، وقدر أن يحيل بالأمر فيه إلي غيره: كانت المعونة له من الله أكثر، والصلاح في فتاويه وجوابه أغلب.


قال بشر الحافي : من أحب أن يُسأل فليس بأهل أن يسأل

قال ربيعة شيخ مالك :( ولبعض من يفتي ههنا أحق بالحبس من السراق)
..
وهذا الضرب إنما يستفتون بالشكل لا بالفضل، وبالمناصب لا بالأهلية، قد غرهم عكوف من لا علم عنده عليهم، ومسارعة أجهل منهم إليهم، تعج منهم الحقوق إلي الله عجيجا، وتضج منهم الأحكام إلي من أنزلها ضجيجا

تنبيه مهم :


في بعض وقائع تاريخية تفيد وقف الفُتيا علي من أُذن له دون غيره، وقصرها علي أقوام دون آخرين .


منها : ما رواه ابن سيرين أن عمر رضي الله عنه قال لابن مسعود رضي الله عنه :( نُبئت أنك تفتي الناس، ولست بأمير فول حارها من تولي قارها ) قال الذهبي رحمه الله تعالي بعده :


( يدل علي أن مذهب عمر أن يمنع الإمام من أفتي بلا إذن)


وفي ترجمة الإمام مالك رحمه الله تعالي ذكر الخطيب بسنده عن حماد بن زيد رحمه الله تعالي أنه سمع مناديا في المدينة أن لا يفتي في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم سوى مالك ..


وعليه : فيجب علي من بسط الله يده ، أن يقيم سوق الحجر في الفتيا علي المتعالمين، فإن الحجر لاستصلاح الأديان أولي من الحجر لاستصلاح الأبدان والأموال، وإن الوالي إن لم يجعل علي الفُتيا كبلا فيسسمع له طبلا وأن لا يمكن من بذل العلم إلا المتأهل له .
...........................
التعالم وأثره علي الفكر والكتاب 5

ظواهر التعالم :


2- القضاء : التعالم في القضاء بلية لا لعاً لها ، وفتنة وقي الله شرها، إذ القضاء سر الدولة ، وعنوان قوتها من ضعفها، لنفوذه علي حرمات العباد لاسيما في ضروريات حياتهم


3- تعالم التافهين الفاشلين في التحصيل بلة التحقيق بتفسير كتاب الله تعالي ، إذ أمرتهم السنون ولما يبرزوا، فسلكوا ذلك المنحي الخطير ليظهروا . وقد ابتلي المسلمون من قبل ومن بعد بجهود منكرة من طراز آخر ، وأسوء مثال في المعاصرة ما يراه البصير في كتابي ( صفوة التفاسير) و (مختصر تفسير ابن كثير) كلاهما لخلفي محترق ؟.


4- ومنه تعالم بعض المنتسبين لخدمة السنة المشرفة وأنواعه متعددة :


فمنها : اتساع الدعوي فخبطوا في الرواية خبط عشواء في : التصحيح والتضعيف ومستكره الفهم والتأويل، وسرعة الحكم بلا استقراء والنفي بلا إحاطة ، إلي غير ذلك في فلاة مضلة، من وجوه العبس، وضروب المناكدة والهوس


ومن سماجتهم : البدار إلي التأليف في أوائل الطلب ثم هو يرسم علي طرته: تصنيف أبي فلان .. سامحه الله وغفر له ولوالديه ولمشايخه، وأعرف منهم من لم يدرس علي شيخ ، ولكن هذا من شدة التيه ، والتمشيخ


ومن أنواع زغلهم في التحقيق: وهو مبحث نفيس قل من لحظه من المتأخرين، فوقعوا في التوهيم وهم الواهمون .


ذلك أن كتب السنة المشرفة في بعض نسخها اختلاف ، لاختلاف رواتها، فقد يكون الخلاف في باب بأكمله أو في حديث أو في لفظ منه ، وهكذا .


كما في روايات الموطأ وروايات البخاري وقد حرر - روايات البخاري - الخلاف أيما تحرير شيخ هذه الصناعة، وإمام الجماعة، الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري


ومثاله أيضا، أن النسائي رحمه الله تعالي ، له السنن الكبري ثم مختصرها لتلميذه ابن السني علي الصحيح باسم المجتبي أو المجتني وقد اشتهرت باسم سنن النسائي الصغري ، والحافظان : المنذري ، ثم المزي ، إذا قاالا في حديث أخرجه النسائي، فإنما يقصدان به الكبري دون الصغري، ثم يأتي متعالم فيقول في حديث : ليس في سنن النسائى يقصد الصغري فيوهم المنذري وغيره وهو الواهم الغالط.


ومنها : أن الحديث قد يكون في زوية من صحيح البخاري، أو صحيح مسلم، أو غيرهما، رحم الله الجميع فينتزعه عالم في كتابه فيأتي متفاصح بالتحقيق فيرجع إلي مظنته من صحيح البخاري مثلا فلا يجده فيتدارك علي المؤلف بالتوهيم .
..........................
التعالم وأثره علي الفكر والكتاب 6

ظواهر التعالم :


5- في الفقهيات : علم أحكام أفعال العباد و هو باب ولج معه صنوف من البشر : فقيه مترخص، وآخر آخذ بالشاذ والقول المهجور، وثالث لا يدري اصطلاح الفقيه في عبارته، ورابع فقاهته بالتشهي،


وهذا تبيان لبعضها:


(أ‌) دعوي تغير الفتوي بتغيير الزمان وهذه قاعدة صورية لا حقيقية، إذ أن جميع من يذكرها من الفقهاء الماتنين، والشارحين، يقيدونها بخصوص تغير الأعراف إذ الأحكام علي مجموعتين : أحكام ذات نص فلا ينسحب عليها هذا التأصيل . وأحكام اجتهادية تتغير بتغير الأعراف، وهذا مما تتغير به الفتوي بتغير الزمان والأحوال .


والعصرانيون دخلوا من هذا التقعيد الصوري إلي أوسع الأبواب فأخضعوا النصوص ذات الدلالة القطعية كآيات الحدود في : السرقة، والزنا، ونحوهما، بإيقاف إقامة الحدود، لتغير الزمان، وهكذا مما نهايته انسلاخ من الشرع تحت سُرادق موهوم.


(ب‌) دعوي فتح باب الاجتهاد : وهي كلمة حق يراد بها باطل ، وهذه من أعظم مداخل الاستعمار ، للاقتراب بالإسلام من أفانين المدنية الحاضرة.


(ت‌) التلفيق المذهبى: بالشذوذ والترخص، بمعني التقاط رخص المذاهب، والأقوال المهجورة، لتلاقيها مع النظرة التبريرية لواقع المسلمين اليوم.


(ث‌) الدعوة إلي تقنين الشريعة ، ووقف تحكيمها بدعوي عدم تقنينها، وهي دعوة تعللية للماطلة في تحكيمها مكشوفة الغاية : الرفض الأ[دي لتحكيم الشريعة من حال مدعي عدم التقنين


(ج‌) التأويل لنصوص الأحكام وهو في البطلان كظاهرة التأويل لنصوص الأسماء والصفات، ومفاده : لي أعناق النصوص عن معانيها ، وتحميلها ما لا تحتمله، وحملها علي الوجوه الباردة، والآراء المتعسفة المنكودة، بما لا تطيقه لغة العرب في سنن كلامها ومناحي لسانها .


(ح‌) مقارنة الإسلام بغيره من القوانين الكافرة، والأديان الباطلة ، وهذه فتنة ترقت إلي رؤوس أساتذة الجامعات وتسربت منهم إلي طلابها ، لإظهار فضل الشريعة زعموا! فانظر إلي مئات الرسائل الجامعية ، والكتب الحرة بمقارناتها التي يظهر في العديد منها : ضعف موقف الكاتب – لقصوره – من بيان ظهور حكم الإسلام في مسألة ما علي الدين كله . وهذه من أعظم الأبواب التي يدخل منها الداخل علي الإسلام والمسلمين مع ما فيه من ترقيق الديانة ، وكسر حاجز النفرة من الكفر والكافرين ، والبغضاء لهم وليس من هذا الرد علي شبهة أو بدعة انتشرت واشتهرت فإن هذا واجب .


(خ‌) التردد بين إثبات القياس ونفيه ، والاتكاء في نفيه علي مذهب الظاهرية، وانتصار ابن حزم له، وهو مذهب الرافضة .


(د‌) ومن أبلده مسلك ( حشوية الفروع) وهم الذين يخرجون الفروع علي الفروع المختلف فيها ، لا علي القواعد والأصول

هناك تعليقان (2):

جِيد المعالي يقول...

ماشاء الله أعجبتني صفحتك فتابع يارعاك الله

وشاركنا في صفحتنا

Unknown يقول...

ممتاز أخي فالله