الأربعاء، 18 فبراير 2009

تاريخ الفقه الإسلامي


تدخل البشرية اليوم مرحلة جديدة أطلق عليها ألفين توفلر اسم الموجة الثالثة تتبدل فيها كثير من المفاهيم الإقتصادية والإجتماعية بل تمثل نقلة نوعية شديدة الأهمية شديدة الخطورة في تاريخ الحضارة البشرية ، ولقد تخلفنا في عصر الموجة الثانية ، ولا يحق لنا أن نتخلف عن ركوب هذه الموجة الثالثة ، ولكن حتي نستطيع أن ندرك عناصر تقدمنا لابد للبحث عن أسباب تأخرنا ومتي كان ذلك وما أسبابه ، لذا تعين علينا أن ندرس تاريخ الفقه الإسلامي ، ومراحل تطوره ، إذ الفقه الإسلامي يعكس الطريقة التي يفكر بها العقل الإسلامي في مواجهة الواقع المتغير ، ومن أفضل الكتب( فيما أعلم ) التي تحدثت عن تاريخ الفقه الإسلامي أو التشريع هو كتاب الدكتور عمر سليمان الأشقر ، وهذا ملخص لهذا الكتاب

ملحوظة : لم أتعرض للمرحلة السادسة التي ذكرها المؤلف في كتابه وهي الفقه في العصر الحاضر وذكره لتقنين الفقه أي جعله في صورة قوانين ، وذلك لإني أري أن العصر الراهن هو امتداد لمرحلة الجمود والتقليد ، والتقنين نبع من حالة الضعف الشديد التي آلت لها حال الدولة الإسلامية والانهزامية المقيته وتقليد الفكر الغربي تقليداً أعمي

ومع كتابتي هذه الورقات أتنسم عبير المجد والحضارة الإسلامية مستبشراً متوقعاً تغيرالحال فلقد هبت رياح التغيير ، وعلينا أن ننتهزها


وهذا رابط التحميل

http://www.4shared.com/file/88298602/de1f21ac/_____.html

الاثنين، 9 فبراير 2009

العلم علمان

العلم علمان

علم محفوظ وعلم مفهوم ، أما العلم المحفوظ فيستوي صاحبه فيه مع الكتاب المرقوم ، ولا فرق بين أن تسمع من الحافظ كلمة ، او تقرأ في الكتاب صفحة ، فإن أشكل عليك شئ مما تسمع ، فانظر أن نطق الكتاب بشرح مشكلاته ، نطق الحافظ بتفسير كلماته

الحافظ يحفظ ما يسمع لأنه قوي الذاكرة ، وقوة الذاكرة قدر مشترك بين الذكي والغبي والنابه والخامل ، لأن الحفظ ملكة مستقلة بنفسها عن بقية الملكات

ذلك هو السر العظيم في كثرة المتعلمين وقلة العاملين ، لأن من فهم معلوماً من المعلومات حق الفهم أشربته روحه ، وخالط لحمه ودمه ووصل من قلبه إلي سويدائه ، وكان أحدي غرائزه ، فلا يري له بداً من العمل به رضي أم أبي.

فإذا سمعت ذكر العلم فاعلم أنه العلم المفهوم لا المحفوظ ، وآية فهم المعلوم تأثر العالم به ، وظهوره في حركاته وسكناته ....


العلم سلسلة طويلة طرفاها في يدي آدم أبي البشر وإسرافيل صاحب الصور ، ومسائله حلقات يصنع كل نابغة من النوابغ في كل عصر من العصور واحدة منها ، ولن يبلغ المتعلم درجة النبوغ إلا إذا وضع في العلم الذي مارسه مسألة ، أو كشف حقيقة ، أو أصلح هفوة أو اخترع طريقة ، ولن يسلس له ذلك إلا إذا كان علمه مفهوماً لا محفوظاً ، ولا يكون مفهوماً إلا إذا أخلص المتعلم إليه ، وأنس به أنس العاشق بمعشوقه ، ولم ينظر إليه نظر التاجر لسلعته ، والمحترف لحرفته

المنفلوطي النظرات

قلب لايزوره العلم

قلب لا يزوره العلم

لايزور العلم قلباً مشغولاً بترقب المناصب ، وحساب الرواتب ، وسوق الآمال وراء الأموال ، كما لايزور قلباً مقسماً بين تصفيف الطرة ، وصقل الغرة ، وحسن القوام ، وجمال الهندام ، وطول الهيام بالكأسين كأس المدام ، وكأس الغرام.


المنفلوطي النظرات

الأحد، 8 فبراير 2009

كيفية الطلب و مراتبه


من كتاب حلية طالب العلم لبكر أبو زيد

فائدة :
كيفية طلب العلم ومراتبه :
· من لم يتقن الأصول حُرم الوصول
· من رام العلم جملة ذهب عنه جملة
· ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم

أمور لابد من مراعتها في كل فن :
1- حفظ مختصر فيه
2- ضبطه علي شيخ متقن
3- عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله
4- لا تنتقل من مختصر إلي آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر
5- إقتناص الفوائد والضوابط العلمية
6- جمع النفس للطلب والترقي فيه ، والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلي ما فوقه حتي تفيض إلي المطولات بسابلة موثقة

الخلط بين علمين :

الخلط بين علمين فأكثر يختلف باختلاف المتعلمين في الفهم والنشاط

المختصرات والمطولات التي يؤسس عليها الطلب تختلف من قطر إلي قطر ومن بلد إلي بلد

ثم قال وكانوا يركزون في قطرنا علي كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله

مراتب العلم

مراتب العلم:

قال ابن القيم : للعلم ست مراتب :

1- حُسن السؤال
2- حُسن إلأنصات
3- حُسن الفهم
4- الحفظ
5- التعليم
6- العمل به ومراعاة حدوده وهي ثمرته
مفتاح دار السعادة

آلات العلم

آلات العلم أربع

شيخ فتاح
وعقل رجاح
وكتب صحاح
ومداومة وإلحاح


من كتاب مجموعة سبع كتب مفيدة للسقاف

أفضل أوقات الحفظ

أفضل أوقات الحفظ:
قال الخطيب البغدادي : أجود أوقات الحفظ الاسحار ، ثم نصف النهار ثم الغداة ، وحفظ الليل أنفع من حفظ النهار ، ووقت الجوع أنفع من وقت الشبع

وقال : أجود أماكن الحفظ الغرف ، وكل موضع بعد عن الملهيات
وقال : وليس بمحمود الحفظ بحضرة النبات والخضرة والنهار وقوارع الطرق ، لأنها تمنع غالباً خلو القلب
من مقدمة المجموع للنووي
ومن كتاب كيف تضاعف قدراتك الذهنية لجين ماري ستاين

كلام معناه أن أفضل أوقات الحفظ حين يدخل المخ في حالة الاسترخاء او التركيز وتكون كفائته في الحفظ أعلي ما يكون

وللدخول في تلك الحالة الذهنية الصلاة بخشوع
أي ان المرء عليه ان يتوضأ ويصلي ركعتين في خشوع ثم يبدأ ما يريد حفظه
وقد جربت هذه الطريقة فوجدتها رائعة جداً

وكنت أفعلها قبل النوم بحيث أحفظ وردي قبل النوم ثم أنام فما زلت أحفظ متن سلم الوصول للشيخ حافظ أحمد الحكمي ( متن كتاب معارج القبول) وهو شعر حيث كنت أحفظ فقط كل يوم قبل النوم 9 أبيات
وكنت قد حفظتها منذ أكثر من 16 سنة

أهمية طرق التعلم

من كتاب ابن بدران المدخل:

قال ابن بدران : إعلم أن كثيراً من الناس يقضون السنين الطوال في تعلم العلم ، بل في علم واحد ، ولا يحصلون منه علي طائل ، وربما قضوا أعمارهم ، ولم يرتقوا عن درجة المبتدئين ، وإنما يكون ذلك لأحد أمرين :

1- عدم الذكاء الفطري ، وإنتفاء الادراك التصوري
2- الجهل بطرق التعلم

علو الهمة

علو الهمة

علو الهمة في طلب العلم تعني:

1- غيرة علي الوقت أن ينفق في غير فائدة
2- عزم يبلي الجديدان وهو صارم صقيل
3- حرص لا يشفي غليله إلا أن يغترف من موارد العلوم بأكواب طافحة
4- غوص في البحث لا تحول بينه وبيم نفائس العلوم وعورة المسلك ، ولا طول مسافة الطريق
5- ألسنة مهذبة لا تقع في لغو ومهاترة ، كيف لا وقد شغلت بالحق فأشغلها عن الباطل
من كتاب علو الهمة للدكتور محمد إسماعيل المقدم
......
من كلام المنفلوطي في النظرات

· من العجز أن يزدري المرء نفسه فلا يقيم لها وزناً ، وأن ينظر إلي من هو فوقه من الناس نظر الحيوان الأعجم إلي الحيوان الناطق .
· وليس في الناس من هو أحوج إلأي علو الهمة من طالب العلم ، لأن حاجة الأمة في نبوغه أكثر من حاجتها إلي نبوغ سواه من الصانعين والمحترفين ، وهل الصانعون والمحترفون إلا حسنة من حسناته، وأثر من آثاره؟
بل هو البحر الزاخر الذي تستقي منه الجداول والغدران

فيا طالب العلم كن عالي الهمة ، ولا يكن نظرك في تاريخ عظماء الرجال نظراً يبعث في قلبك الرهبة والهيبة فتتضائل وتتصاغر كما يفعل الجبان المستطار حينما يسمع قصة من قصص الحروب ن، أو خرافة من خرافات الجان ، وحذار أن يملك اليأس عليك قوتك وشجاعتك فتستسلم استسلام العاجز الضعيف وتقول : من لي بسلم أصعد فيها إلي السماء حتي أصل إلي قبة الفلك فأجالس فيها عظماء الرجال ؟

· جناحان عظيمان يطير بهما المتعلم إلي سماء المجد والشرف : علو الهمة والفهم في العلم

خير الأساتذة


خير الأساتذة

قال العقاد : خير الأساتذة – علي ما نعلم – هو الأستاذ الذي ينبه في التلميذ ملكات ذهنه وضميره ، ويستجيش في قرارة طبعه غاية وسعه من الإجتهاد والهمة علي حسب فطرته واستعداده
فليس خير الأساتذة من يجعل تلاميذه نسخاً منه تحكيه ، ولا تزيد من عندها شيئاً غير الإقتداء به ، والعمل علي غراره ، فهذه هي تربية التقليد والمحاكاة ، لا تصلح للذين خُلقوا علي نصيب من قدرة الاستقلال والاجتهاد

الرحلة في طلب العلم

الرحلة في طلب العلم

كثير من الكتب تكلمت عن الرحلة في طلب العلم أو الرحلة في طلب الحديث أو صور من صبر العلماء علي المشقة او علي شدائد التحصيل
ولكني مختلف مع أكثرها

بمعني أني مختلف مع معظم من كتب أو صنف عن طلب العلم ووصفه بالشدة أو المشقة ، ولبيان ذلك أقول
للإنسان بدن وروح وعقل و لكل غذاء

البدن له غذاء وهو الطعام الذي نتناوله صباحا ومساءاً
فهل أحد وصف وجبة غذاء شهية بأنها شاقة أو متعبة أو ...
لا لم نجد ولن نجد أحد يصف الطعام الشهي بأي وصف يقلل من الاستمتاع به

كما ان للإنسان بدن أو جسد وغذائه الطعام فإن لديه روح ولها أيضاً غذاء

وهذه الروح وغذائها هو ما جعلت القوم يقومون بالأسحار بين يدي الغفار يستغفرون ويتوبون ويبكون ، هي ما جعلتهم يستلذون مفارقة الفراش الهنيء والزوجة الحسناء والدفء ويقفون في البرد يناجون الله
هل هذا أمر شاق لا والله إنه ممتع ولا يجدر بك الخروج من هذه الدنيا دون تذوق هذه النعم بل هذه أمتع ما في الوجود علي الاطلاق ، وبها أي القرب من الله والنظر إليه في جنات عدن تحلي الجنان
ألم تري كيف كان صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم حين أتي الاعرابي يقول للرسول صلي الله عليه وسلم ، الرجل يحب القوم ولا يلحق بهم ، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم " المرء مع من أحب " والحديث في الصحيحين
تري ماذا كان رد فعل الصحابة علي هذا الحديث قالوا ما فرحنا بشيئ فرحنا بهذا الحديث فإنا نحب الرسول ونحب أبو بكر وعمر ولا نستطيع أن نلحق بهم في عملهم

تخيل معي رجال غُفر لهم ( لعل الله أطلع علي أهل بدر وقال إعملوا ما شئتم قد غفرت لكم) ومنهم من وعد بالجنة ومع ذلك مع وعد بالجنة إنهم يتململون يؤرقهم الشعور بانهم في الجنة ولكنهم ليسوا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم
هل ما يفعلونه مع رسول الله يقال انه شاق لا والله إنه لغاية الوجود ان تقف تنصر وتدافع عمن تحب وفي سبيل من تحب ، فمابالك ومن تحب هو الله ورسوله والدار الآخرة مثل تلك الأمور لا ينبغي ان يقال عنها أنها شاقة ومن يقول ذلك فقد فقد أعظم نعم الله وهو تذوق المناجاة والبذل والتضحية في سبيل الله وهذا تجد نفسه منه في عناء ويعيش حياة الشقاء
هذا هو غذاء الروح

وكذلك للإنسان عقل وغذائه المعرفة وسبيلها العلم والتعلم والتفكر والتأمل
هل يقال لمثل هذه الأمور أنها شاقة متعبة يجب الصبر عليها لا والله بل إنها أنعم ما في الوجود وإني لأتعجب كيف يصبر الناس عنها

ولكن النقطة هي أن كل رجل فُتح له باب، مهمة حياته هي البحث عن ذلك الباب وأن يدخله
" يايحي خذ الكتاب بقوة "
نعم علي المرء متي عرف طريقه ان يلج فيه بقوة وهنا تجده يستمتع بمهمته التي خلقه الله لها وينتظر الأجر والمثوبة من الله
تري هل كان خالد ابن الوليد يشعر بألم يحتاج الصبر عليه في الجهاد لا والله بل ربما كان يتألم إذا نزل من علي فرسه
وهكذا كل من يدخل الباب الذي خلق له فإنه يستمتع به وينتظر الأجر

من أين ظهرت المشكلة إذن ؟

ظهرت المشكلة حين حاول الناس ان يمارسوا مهام ومهمات تتنافي مع ملكاتهم الطبيعية وقدراتهم ولم يُخلقوا لها لذا تجدهم محتاجون للصبر
وهذا فهم خاطئ عليك أولا البحث عما خُلقت له ثم أخذه بقوة عندها تتحق المعادلة الصعبة ، الحسنة في الدنيا والحسنة في الآخرة
وهذا كان دعاء الرسول صلي الله عليه وسلم
" اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "

السبت، 7 فبراير 2009

طالب علم - عالم

طالب علم – عالم

العلم له بداية أما نهايته فغير موجودة ، مهما تعمق متعمق ، مهما قرأ المتبحر مهما ....
فإنه لاحد للعلم بل " وفوق كل ذي علم عليم " وكما قيل لم يأمر الرسول صلي الله عليه وسلم من طلب الزيادة في شيئ إلا العلم فقال الله " وقل ربي زدني علماً"
هذا شأن العلم له بداية وليس له نهاية مهما بذلت وأجتهدت في طلبه

لذا جرت علي لسان كل العلماء ذكر بدايات الطلب أي بدأ طلبه للعلم ثم يثني ويقول ومازلت في مرحلة الطلب
وهو يقولها حقيقة ، ولكن جاء الخلف وفسروها علي انه أي العالم إنما يقولها تواضعاً
والصحيح إن ما من قائل يقول هذا القول إلا ويقصده حقيقة
هو في نفسه وبالنسبة للعلم طالب
ولكنه بالنسبة لنا نحن عالم
فالعالم عالم بالنسبة لغيره من صغار طلبة العلم أو المبتدأين في طلبه أما بالنسبة للعلم نفسه فهو طالب

أحتجت أن أقول هذه المقالة لإني أردت ان أتحدث عن بدايات طلبي للعلم فلا يغتر بها أحد فأنا مازلت في بدايات الطلب ،
كما انها تزيل إشكال خطير جداً ، وهو أن العلم لم يقل كلمته الأخيرة في شئ بعد
فمازالت تحتاج المكتبة الاسلامية في شتي الميادين إلي جهود خلاقة خاصة بعد مرحلة جمود قربت من العشرة قرون والله المستعان



أتذكر وأنا في المرحلة الجامعية وانا شغوف بالقراءة وطلب العلم ، ولكن لما أقرأ ما الغاية من القراءة ؟
كنت أقرأ ليقال إني طالب علم
أقرأ ليشار إلي بالبنان فلان بن فلان قرأ كتاب كذا وكذا
وما علامة ذلك ؟
علامة ذلك شيئين :
أولهما : أني أقرأ وعيني علي نهاية الكتاب وليست علي الفوائد التي أستفيدها أو المسائل التي أحصلها
ثانيهما : القراءة للجدل والمناظرة وليس للعمل

وهذا بالتالي يجعلك تقرأ الكتب التي يعد قارئها من المبرزين في الطلب وهذا طبعا ً في الدائرة المحيطة بك

ولا أعني أنني عندما أقول ذلك أني تبرأت من هذه العيوب ، بل النية في الطلب والصدق والاخلاص هي وظيفة شاقة تحتاج إلي مجاهدة دائمة

وإني لأرجوا من الله أن يعيننا عليها خاصة ونحن نتكلم عنها ونحذر من سوء النية أو القصد في الطلب

النية:

تلك الكلمة طبعاً كل طالب علم يعرف معناها
ولكني أقول لكم إنها لمن ألغز الكلمات وأصدقكم القول إني ربما لا أعرف معناها علي سبيل التحقيق

ولكن ما أشعر به أن النية هي تلك الرغبة الشديدة الدافعة لك علي فعل ما تفعل

وامر النية محتاج لدراسة هو نفسه ، ربما كان كتاب دكتور عمر سليمان الاشقر مقاصد المكلفين جيد في هذا الباب

ولكني اليوم أسأل نفسي لماذا أقرأ ؟

اليوم نيتي أختلفت عن زمان
اليوم أري بعيني رأسي واقع أليم ، محنة تلوها محنة ولا أجد لها مخرج
أقرأ لأجد مخرج من تلك الأزمات المتلاحقة المتعاقبة التي نمر بها
لذا تجدني أقرأ في كل العلوم بنهم ورغبة وشغف شديد

وهنا أحاول أن أضع أفضل ما توصلت إليه ليعين غيري أن يكمل فالطريق يحتاج إلي تتابع كتتابع العدائيين كل من يجتاز مرحلة عليه أن يسلمها لمن بعده حتي يأتي التالي ويجتاز مرحلة أخري ، ولا يبدأ من الصفر كما كنا نفعل قرون طويلة

وزاد من عزمي وهمتي هذا المجهود الطيب المبارك فيه إن شاء الله الذي فعله شيخنا ابن عثيمين رحمه الله ، فلقد قطع شوطا طويلاً في تقريب العلوم الشرعية في شتي الفروع رحمه الله رحمة واسعة ، اللهم أسبغ عليه رحمتك وفضلك وأرزقه الفردوس الأعلي

ومع مابذله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إلا إنها مجرد البداية ، والبداية فقط واليوم نحتاج إلي مجهود تالي يكمل ما فعله الشيخ

وزاد من ألمي كلام أحد الدعاة في كتاب له من أكثر من ثلاثين سنة يصف فيه حالة الأمة ويصف مشكلاتها ، وبالمقارنة بواقعنا اليوم أجدها نفس الحالة لم نتقدم أنملة

وأين ذهبت الثلاثون سنة ذهبت أدراج الرياح فالدعاة وطلاب العلم لماذا يقرأون ؟؟

وماذا يقرأون ؟؟

إنما نقرأ ونتعلم لنغير واقعنا
فمبدأ القراءة والتعلم هي لمعالجة الواقع الذي نحياه

اما كثير من الدعاة وطلاب العلم إنما يقرأون ويحاربون في معارك الماضي وهم عن واقعنا عازفون منعزلون

تلك يجب أن تكون نيتنا من الطلب هي تغيير الواقع ومعالجته فلا تغرر بكم معارك الماضي فتغرقكم في رمالها
نعم نقرأ تلك المعارك ونري كيف انتصر فيها سلفنا الصالح لنأخذ المنهج والطريق لنواجه ونتعارك مع واقعنا وننتصر فيه كما انتصروا
لا ان ندرس معراكهم ونقف عندها هي فقط ولا نعلم لواقعنا حل
إذا لم نكن نحن رجال واقعنا فمن ؟؟؟؟


الأحد، 1 فبراير 2009

الإجتهاد - نظرة مستقبلية

الاجتهاد نظرة مستقبلية

ماهو الاجتهاد ؟
الاجتهاد هو ملكة نفسية يستطيع صاحبها أي المجتهد من إستخراج الحكم الشرعي من الكتاب والسنة إستنباطاً

إذن دعوي فتح باب الاجتهاد أو دعوي إغلاقه كلاهما دعوة باطلة
إذ لا يحتاج المجتهد لإذن كي يجتهد بل يتعلق الأمر بالأهلية
كذا من يستطيع ان ينفي الأهلية عن عموم طلبة العلم أو العلماء

ولكن تلك الدعوات أصلها مرض نفسي يصيب الضعفاء الذين يميلون للكسل وترك العمل ومع هذا يريدون ان يحتفظوا بالوجاهة والرياسة فتجدهم يطرون ويمدحون من سبقهم ويلحقونهم بالاساطير وفي ذلك عذراً لهم (وهموا) عن اللحاق بهم
وهي قضية مشهورة في علم النفس تسمي تمجيد البطل

كيف نخرج المجتهد؟

عملية إخراج المجتهد في هذا العصر أصبحت أسهل من العصور السابقة إذا وضعنا متغيرات هذا العصر في الحسبان

للمجتهد صفات نفسية أي طبيعية
وله أيضا صفات مكتسبة
ويحتاج إلي تدريب علي الاجتهاد

أريد أن أتحدث هنا علي الجزء الغير مذكور في كتب الاصول
اما صفات وشروط الاجتهاد المذكورة في كتب أصول الفقه فيمكننا جميعا مطالعتها هناك

من شروط الاجتهاد العلم بالعربية ، أي العلم باللغة العربية التي نزل بها الوحي (الكتاب والسنة ) الذي هو مصدر التشريع

وفهم العربية يعني فهم لغة الخطاب والاساليب العربية في البيان
ولا يعني معرفة الالفاظ الصعبة الموجودة في الشعر الجاهلي أو غيره
وهذه من الصور الذهنية العائقة للإجتهاد فإذا ذكر معرفة العربية جاءت الصورة القاتمة للأشعار الجاهلية التي يصعب فهمها الآن


لذا نجد في أصول الفقه من أهم الأبواب
معرفة العام والخاص والمطلق والمقيد والمبين والمجمل و...
وكلها مباحث لغوية كان يعرفها الصحابي من فهمه للغته اليومية


الكتاب والسنة والإجماع والناسخ والمنسوخ هذه كلها الآن أصبحت سهلة ميسرة سواء حفظاً أم بحثاً ففي ثوان معدودة يمكن طالب العلم من معرفة هل هذا الحديث صحيح أم ضعيف وهل هذا الحديث منسوخ ام لا وهل هذه من مسائل الاجماع أم لا

من الاشياء المهمة اليوم هي تقرير ما هو دور المجتهد ؟

هل دوره إصدار الحكم او التعريف بالحكم الشرعي

أم نشر العمل بالكتاب والسنة وتطبيقه في الواقع
أي تعبيد الأرض لله وجعلها تشرق بنور ربها

رأيي ان هذا هو دور الامام المجتهد صراحة حقيقة لا أن يقول الحكم ويترك المجتمع يعاني الأمرين في صعوبة بل إستحالة تطبيق ما يقوله علي أرض الواقع

لذا أري أنه يجب علي طلاب العلم اليوم المشرئبين لرتبة الإجتهاد معرفة علم النفس وعلم الاجتماع
فبعلم النفس يعرف المجتهد معوقات تطبيق شرع الله في نفوس الناس فيعمل علي إزالتها وبمعرفة علم الاجتماع يستطيع المجتهد أن ينشئ مجتمعا متعبد لله ولرسوله صلي الله عليه وسلم في كل ذرات الحياة ودقائقها

وهل كان الله ورسوله صلي الله عليه وسلم يتجاهلون النفس البشرية ومكنوناتها لا والله
بل المتأمل البصير بمراحل التشريع وبالناسخ والمنسوخ ليعلم علم اليقين رأفة ورحمة الله بالبشر حين كان يتدرج بهم في الأحكام حتي يطيقونها

فالغرض من الأحكام التطبيق وليس التعليق

حين أغفل العلماء تلك المسائل عزلوا الدين عن الواقع ثم إنعزولوا هم عن الواقع فصرنا إلي الحال الذي نراه جميعاً

والأمثلة كثيرة جداً في تاريخ التشريع
منها تحريم الخمر
منها العبادات كافة وتدرجها حتي ألفتها النفوس

بل كان رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس في التشريع فقط يراعي العامل النفسي بل في واقع حياة الصحابة
الامثلة كثيرة بأبي هو وأمي

إلي جانب علم النفس وعلم الإجتماع علم التاريخ ولا أعني تاريخ الأمة المسلمة خاصة بل تاريخ الانسانية تاريخ البشر تاريخ الحضارة

وهل أُنزل الدين للمسلمين فقط أم للعالم أجمع
الاسلام دين البشر جميعاً فكيف يكون مجتهدين الامة خير الامم آخر الأمم لايدري عما يحدث في دنيا الناس من كل حدب وصوب

ولكن ما السبيل إلي ذلك بل ما هو السبيل إلي تحصيل العلوم الأصلية لتحقيق رتبة الاجتهاد ؟

المكتبة سواء الاسلامية ام المكتبة المعرفية العامة اليوم تزخر بملايين الكتب

ولكن هل كلها كتب تحتاج إلي مطالعة ودراسة ؟

الاجابة لا
فالتاريخ يحفظ لنا أفراد قلائل عبر تاريخ الانسانية كله هم الذين صنعوا الحضارة وقلدهم آخرون صاروا حذوهم وقلدوهم
هنا يجب الانتباه أن طالب العلم يجب أن يطالع ويذاكر كتب واعمال العظماء المبدعين

فمثلا في المكتبة الاسلامية الآف الكتب الفقهية ولكن أهمها علي الاطلاق بل أهم كتب لطالب العلم عامة

مجموع فتاوي شيخ الاسلام ابن تيمية
المغني لابن قدامة
المحلي لابن حزم
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني
تفسير ابن كثير

وإن كانت هذه الكتب كتب متقدمة في الطلب فيمكن الاعتماد علي كتب ودروس العلامة ابن عثيمين كمدخل لتلك الكتب

وفي باقي الفروع عليه بالبحث عن المبدعين المجتهدين فيدرس ماكتبوا ويستغني عن الكتابات الركيكة التي كتبها مقلدون يطيلون الطريق بل ويحرفونه ويدخلونك في متاهات المعرفة والجدل فلا تدرك معها شمس الاجتهاد بل تضل في ضباب التقليد



من الفروع المهمة لطالب العلم تلك التي تتحدث عن العقل وكيف يعمل المخ وكيف تستفيد وتتعامل مع الذاكرة فإنها توفر كثير جداً من الوقت

فربما أجتهد الطالب 5 سنوات في الدراسة والتحصيل والتدريب فحصل منزلة لم يصل إليها اُناس يسلكون دروباً اخري من أكثر من 20 سنة

أسماء لها آثار رائعة في شتي العلوم المعرفية

ابن تيمية
ابن عثيمين
بكر ابو زيد
ابن حزم
الشاطبي
ألفريد أدلر
غوستاف لوبون
جمال حمدان
حسين مؤنس
عبد الوهاب المسيري
توني بوزان
إدوارد دو بونو
دوستوفيسكي
شكسبير
مالكوم غلادويل
الفين توفلر
أمين الخولي
مصطفي صادق الرافعي