الثلاثاء، 27 يناير 2009

المسلمون بعد عصر الصحابة

المسلمون بعد عصر الصحابة

ثم جاء عصر التابعين ومن بعدهم وكان عصرهم عصر نشأة العلوم والفنون والتدوين والتصنيف وتوالت الاحداث و الوقائع وتغيرت الاحوال وفي كل مرحلة كان يهب العلماء الأفذاذ لإيجاد وإختراع ما يدعم روح العصر ويواجه تلك التحديات

فظهر علم أصول الفقه كما ظهرت قواعد اللغة العربية ودون الحديث وأفرد الصحيح في مصنفات كالبخاري وهو أول من جرد الصحيح علي تلميح لأحد مشائخه ورؤيه رأها رحمه الله
وهكذا كل عصر تظهر فيه تحديات ينهض لها أهل العلم ويتصدون لها حتي دخلت الأمة في مرحلة الجمود والتقليد
وفيها قل الإبداع بل ندر بل أصبح الإبداع مرادف للبدعة
وظهرت مقولات تقول بوقف باب الاجتهاد أو غلقه ووضعت شروط للاجتهاد خيالية تعجيزية ربما لانجد وصف ملائم
ولكن دعني أقول
أي أمر كيف يتم
يأتي مبدعون فيضعون تصورات وينشأوا فروع وعلوم ويشقوا طرق في حقول المعرفة
ثم يأتي بعد ذلك الجيل كتيبة من الأكاديميين ليس لديهم أي حس إبداعي يحاولون إستخلاص قوانين من أفعال السابقين ثم يعمموا القوانيين ثم يتقيدوا بها في آخر الأمر
في حين أن الأوائل لم يكونوا متقيدين بها أصلاً ، بل كانوا مبدعين في مواجهة مشكلات عصرهم

فتجد من وضع شروط الاجتهاد والتقليد ليس بمجتهد أصلاً

وكما قيل يكتب وينظر للفنون العسكرية من لم يخض الحرب قط
ومن هنا وُجد الخلل
واستمر الأمر إلي العصر الراهن علي ندرة وفلته من التاريخ كل برهة وفترة من الزمن يشذ عن هذا بعض الرجال فيكونوا مجتهدي عصرهم ويكونون أقرب إلي الاجيال الأولي من العلماء المجتهدين
فينعشوا الأمة ويجددوا الدم في شراينيها حتي حين

ولكن ما المخرج من هذا كله؟
ومتي نخرج من هذا التيه؟
ومتي نحقق نهضة حقيقية مستمرة؟
هذا ما نشمر للبحث والحديث عنه في المقالات التالية