الخميس، 16 ديسمبر 2010

فن القراءة الإبداعية

فن القراءة الإبداعية



هل القراءة سهلة أم صعبة ؟
هل القراءة تحتاج إلي ابداع ؟
هل الابداع في القراءة يمكن تحوله إلي فن ؟


ثلاث أسئلة مهمة جدا ينبني عليها صرح شامخ اسمه المعرفة والمعرفة هي القوة المطلقة والسلطة العليا للعصر الراهن


لو سألنا أي قارئ عن القراءة هل هي سهلة أم صعبة لأجاب علي الفور دون أدني تلكؤ بأنها عملية سهلة جدا ، فهو يمارسها كما يمارس عملية التنفس


ولو سألنا آخر لا يحب القراءة لقال العكس


وإجابة الرجل الذي لايحب القراءة ولا يمارسها بأنها صعبة هي إجابة صحيحة ولكن من وجهة نظر خاطئة لماذا ؟


تخيل أمامك كوب من الماء نصفه فارغ ونصفه ملئ وصف لي هذا الكوب ، تلك تجربة قديمة نصنف بها الناس إلي متفائل ومتشائم


فمن يصف النصف الملئ للكوب نصفه بأنه متفائل ومن يقل أن الكوب نصفه فارغ نقول بأنه متشائم


تلك هي الرؤية الكلاسيكية والتي توازي القراءة الكلاسيكية


ولكن هل ممكن أن يصف رجل الأضواء المنعكسة علي سطح الماء أو سطح زجاج الكوب أو المنضدة الموضوع عليها الكوب أو الخلفية


هل يتحدث أحد عن الظلال ، عن التركيب الكيميائي للماء ،


علي الماء الثخين الذي يستعمل في صنع الأسلحة الذرية وأنه موجود في الماء ، علي جبال الثلج المتجمدة من ملايين السنين وأن اليابانيين يجرونها بعد تحليلها ليشربوا منها


تلك رؤي مختلفة لنفس المنظر يوازيها قراءة مختلفة لنفس النص


قام أحد علماء النفس بتجربة أمام مجموعة من مدمني الكحول وهي أنه قام بإحضار دودتين وكوبين أحدهما من الماء والآخر من الكحول ، ثم وضع الدودتين كل واحدة في كوب الدودة التي في الكحول ذابت من أثر الكحول ، أما الثانية فلقد زحفت حتي وصلت لجدار الكوب ومنه تسلقت حتي خرجت خارج الكوب ، ثم سأل الدكتور الناس ماذا استفادوا من تلك التجربة ؟


فقال بعضهم أننا لما نشرب الكحول يموت كل الدود اللي في بطننا وبالتالي نتطهر منه ( وهذا عكس تماما ما أراده الدكتور من التجربة )


وقال آخرون أن الكحول يقضي علينا كما يقضي علي الدود وبالتالي أقلعوا عن تعاطي الكحول ( وهذا هو المراد من التجربة )


تجربة واحدة ولكن نتائج واستنتاجات مختلفة تصل لحد التناقض


هذا أيضا موجود في القراءة


منذ فترة كنت أعير كتبي لأصدقائي ( وقد أقلعت عن تلك العادة ) وحين استرددت بعض الكتب المُعارة وجدت أحد أصدقائي وضع علامة علي أحد الأجزاء في الكتاب وبجوارها كتب هذا هو الحل


نظرت إلي المقطع المشار إليه بأنه هو الحل وجدت أن الكاتب إنما ذكر الطريقة القديمة التي كان الناس يتبعونها في الماضي وأنها لا تصلح للعصر القادم في حين أن صديقي ظن أو فهم أن هذا هو الحل


نعم القراءة ليست سهلة وهذا هو جواب السؤال الأول
..................................................................
فن القراءة الإبداعية 2


في صفحة الوفيات نقرأ التعازي ولكن هل نقرأها غيرها هناك من قرأ من صفحة الوفيات عبرفترة من الزمن أسماء شخصيات مهمة ورتبها العسكرية وضم هذه المعلومات معا وكان سببا في انتصار دولته في الحرب إذ أصبح لديهم كشف بالرتب العسكرية واسماء الجنرالات وغيرها


تلك قراءة إبداعية


فالقراءة الإبداعية هي قراءة شئ لم يذكره الكاتب ، أو لم يقصده ، ليست قراءة ما بين السطور بل قراءة ربما مالم يخطر علي قلب أو خاطر الكاتب نفسه


القراءة الإبداعية هي طريقتك أنت في توظيف النص المقروء لتحل مشاكلك أنت التي لا يعرفها الكاتب ، أو التي ربما عرفها ولكن لا يعرفك أنت وبالتالي لا يعرف خصوصياتك أنت التي تقلب موازين النصائح رأسا علي عقب

سؤال كان دوما يحيرني القراءة أم التفكر ؟


القراءة الإبداعية هي قراءة النص ليلهمك ويجعلك تفكر ، فالقراءة هي مفتاح الخيال فمن تقيد بما هو مكتوب فذلك قارئ كلاسيكي أما القارئ المبدع فالكتاب بالنسبة له مجرد مدخل لعملية الإبحار التي يخوض فيها عقله مجاهل المعرفة ووديان الثقافة وغابات التأمل الكثيفة وحين ينتهي من القراءة ينتهي الكتاب ولا تنتهي الرحلة أبدا


فالكتاب مجرد شرارة لا تنطفئ أبدا طالما القارئ أخذ يزكيها من خياله ومن قراءته الأخري ، أو وضع كتاب آخر يقوي به تلك الشرارة حتي لاتنطفئ


مذكرات كزانوفا مذكرات غرامية للمدعو كازانوفا ولكن النقاد والأدباء والموسوعات لم تهتم بها علي أنها مجرد مذكرات عاطفية بل علي أنها تاريخ لحقبة من الحقب ، تاريخ للطبقة الارستقراطية في هذا العصر بالذات الذي كان يعيش فيه كازنوفا ،


قرأت كلام دكتور حسين مؤنس عن رواية الأمريكي القبيح وقرأت كلام المترجم الذي وصفها بشخصية العم سام وقرأت الرواية وجدت مفارقات منها :


1- أننا نحن الثلاثة حسين مؤنس والمترجم وأنا قرأنا الرواية من زوايا مختلفة وكانت النتائج التي توصلنا لها أيضا مختلفة


2- اتفقنا علي شئ واحد وهو فشل الخارجية والسفراء الأمريكان


3- لم يتعرض أحد إلي الجوانب الجيدة في الرواية والتي تذكر طريقة خطيرة في التعرف والتقرب لأي شعب من الشعوب وهي الطريقة التي أبتدعها مجموعة من الأمريكان الذين كسروا البرتوكولات وتعاملوا مع الوضع بصورة شخصية وهذه في رأي أهم ما في القصة


4- أنا الوحيد من الثلاثة الذي أنتمي إلي عصر آخر ربما كان هذا سببا في اختلاف زاوية النظر ، وأعني بانتمائي لعصر آخر الزمن والطموح والهموم والآمال ، فتلك عوامل تؤثر علي زاوية النظر ودرجة الرؤية
.............................................................
فن القراءة الإبداعية 3


زاوية النظر ودرجة الرؤية هذا آخر ما وقفت عنده في المقال السابق لذا دعونا نبدأ به ماالذي يحدد زاوية النظر ودرجة الرؤية ؟


إنه أنت


أنت هنا لا تعني رغبتك الواعية أو اختيارك بل تعني أكثر من ذلك تعني ثقافتك وخبرتك ونفسيتك تعني ميولك وأهوائك تعني روحك


فأنت من يحدد معاني الكلمات ويجعل لها سقفا أو يحبسها في أضيق نطاق


هذا الكلام مرعب ، لأنه يجعل من القراءة للتعلم أمر شديد الصعوبة وهو فعلا كذلك ، كنت بالماضي أعجب من كثير من الكتاب المشهورين بولعهم بالقراءة وحرفيتهم فيها وكثرة ما قرأوا ويقرأون بالمقارنة بإنتاجهم الهزيل أو عدم وجود بصمة تتناسب مع حجم مقرؤاتهم


فوجدت أنه يقرأ بروحه لا يقرأ بروح من يقرأ لهم


أي يضع حجابا كثيفا بينه وبين المعاني التي يمكن أن يحصل عليها من بعض أو كثير من الكتب التي صافحت عيناه خلال حياته الطويلة


فزاوية النظر ودرجة الرؤية يحددها عوامل كثيرة يمكننا أن نجملها بقولنا أنت ، أو روحك أو نقول بتفصيل ثقافتك أو ميولك انتماءك عقيدتك وأيدولوجيتك حالتك النفسية تجاربك وخبرتك طموحك وآمالك خيالك إدراكك وعيك أحلامك ....


إذن فإعداد النفس للقراءة الإبداعية يبدأ من الروح يعني تخليص الروح من الشوائب أو تزكية النفس وهذا ما كان يحض عليه سلفنا رضي الله عنهم ويقولون تخليص النية لله


فلو لم يكن لك نية في القراءة نية صادقة خالصة تغيرت زاوية النظر ودرجة الرؤية وهذا هو ما يؤدي في الحقيقة إلي الخلاف والاختلاف وإلي الشقاق


وكلما عملت علي تحسين نيتك وصدقت مع الله كلما تحسنت زاوية النظر وزادت درجة الرؤية أو الوضوح
..................................................
فن القراءة الإبداعية 4


ماذا تقرأ؟
تقرأ كتب
وما هي الكتب ؟
كلمات
وما هي الكلمات ؟


الكلمات هي حبل رقيق لطيف يقيد المعاني ويحبس المشاعر حتي لا تضيع في الفضاء وهل كانت تضيع في الفضاء لا شئ يضيع في الفضاء ولكننا لا نراه فالكلمات ترجمة المشاعر والمعاني والمعلومات من الحالة المعنوية إلي حالة مادية ملموسة مقروءة


الكلمات هي التكنولوجيا التي نحافظ بها علي دفء العواطف ونشوة المعرفة وما يعترينا من إنفعالات شتي وما نكتسبه من خبرات مختلفة


الكلمات هي المحلول السحري الذي يُظهر ما هو موجود وغير مشاهد حتي يصبح مشاهد وفعال ، فالعلوم والمعاني والمشاعر والأحاسيس موجودة في الكون حولنا تسبح في الفضاء ولكننا لا نراها حتي نخترع لها كلمات توصفه وتشرحها وتبينها


أعطيكم مثال


كنت أجلس مع مجموعة من الأصدقاء أشرح لهم فكرة ما وقلت لأحدهم


أغلق الموبايل الخاص بك ، فأغلقه ثم أرسلت له رسالة علي تليفونه المحمول وهو مغلق ، ثم توجهت إليه وأشرت إلي الهواء المحيط بالموبايل وقلت له هاهنا رسالة لك موجودة بالفعل ولكنك لا تراها لأنك ليس لديك شئ يترجمها


وعندما تفتح الموبايل يصبح لديك الآن الجهاز القادر علي ترجمة تلك الرسالة الموجودة فعليا في الجو وبالتالي تستطيع قراءتها


كذلك هي الكلمات ترجمة ما هو موجود بالفعل ووصف له سواء علم أو معلومات أو مشاعر وإنفعالات


إذا كانت تلك هي الكلمات فإن القراءة هي عملية فك التشفير لتستفيد بالنص


ولكننا نعلم أن بالجو بالفضاء حد لا نهاية له من العلوم والمعارف والمشاعر والمواقف


إذن فالقراءة الإبداعية هي طريقتك لاستنتاج أكبر قدر ممكن من المعارف الموجودة بالفعل من خلال نص ما


......................................


فن القراءة الإبداعية 5


ماذا يعني قولنا أن الحصري والمنشاوي وعبد الباسط وغيرهم قراء مبدعين


هنا النص ثابت هو القرآن الكريم وهم يقرأونه لنا بأصواتهم ولا يفسرونه لنا بل كل ما يفعلونه مجرد قراءة


في الواقع أن قولنا أنهم لا يفسرونه أو حصر الابداع في المعني دون الصوت هو فهم قاصر


فالمعني لا يفترق عن الصوت ،


بكلمات أخري ما الذي يعجبنا ويطربنا حين نسمع القرآن بصوت المنشاوي أو عبد الباسط أو الحصري أو محمد رفعت أو مشاري راشد العفاسي أو محمد جبريل أو الطبلاوي أومحمود علي البنا أو ...........


سلسلة طويلة جدا من القراء المبدعين


كل قارئ ممن سبق ذكرهم وغيرهم كثير إنما يفهم من القرآن ما يناسب روحه فإذا ما قرأ خرج من القرآن بقدر ما بنفسه هو من فهم عميق لمعانيه وإيمان بما يتلوه فنطرب وننتشي وفي الواقع هذا مجرد جزء بسيط جدا جدا من حلاوة القرآن لم نذقها ولم نعرفها إلا من خلال قارئ مبدع


فكيف لوكنا نسمع القرآن بصوت النبي محمد صلي الله عليه وسلم أو صوت جبريل عليه السلام


بل كيف حالنا لو كنا بالحضرة الإلهية ونسمع كلام الله مباشرة من المولي عز وجل –اللهم لا ترحمنا من النظر إلي وجهك الكريم وأجعل اسعد أيامنا يوم لقاك –


القراءة موضوع مهم جدا فكلنا يقرأ ولكننا لا نتغير فأين الخلل ؟
.....................................


فن القراءة الإبداعية 6

لو أعطيتك عدد معين محدود من لبنات من الطوب ذات أشكال وألون مختلفة ولكنها أيضا ثابتة وقلت لك إبني لي بها بيتا أو شكلا هندسيا أو قلعة أو أي شئ آخر تُري كم شكل يمكنك صناعته ؟؟؟؟


تخيل أن هذه اللبنات هي الحروف وأن لدينا منها 28 لبنة فقط في اللغة العربية و 26 في الانجليزية


كم هو عدد الكتب والاوراق والابحاث والقصص والاخبار التي يمكننا تكوينها من حروف أي لغة ما


عدد لا نهائي في حين أن الحروف محدودة ومعدودة


ذلك هو السحر


ولو قلت لك إعمل من هذا نص ثابت ولكن إجعل المعاني المخبؤة فيه غير متناهية لعجزت عن ذلك فلا يستطيع ذلك إلا الله وهذا هو القرآن كلامه نص ثابت كتاب واحد مكون من ال28 حرف ولكن ما به من معاني ومن معلومات لا يتناهي سبحانك ربي ما أعظمك


هذه هي الكتابة وهذه هي مادتها الحروف والقراءة هي عملية عكسية استنباط المعاني من الحروف ، والكلمات والمعاني غير منتهية لذا نحن بحاجة إلي قراءة إبداعية
......................................
فن القراءة الإبداعية 7


تخيل الكتب كمواد كيميائية والغرض من قراءتها هي تحليلها ومعرفة عناصرها ماذا ستفعل عندئذ


ستضيف بعض العناصر من عندك وتنظر إلي النتائج والتفاعلات لتقرر ما هو موجود بذلك المركب (الكتاب ) من عناصر


تلك هي إذن القراءة تفاعل فعال نشط بينك ( بكل ثقافتك ووجدانك وروحك وآمالك وهمومك وأوجاعك ) وبين الكتاب


والغرض خروج مركب جديد مكون من مالديك فعلا ثقافيا ومعرفيا وبين محتوي هذا الكتاب الذي تقرأه


وهذا المركب الجديد الذي يتكون أثناء وبعد عملية القراءة ستتوقف عليه حياتك كلها ، فهو الذي سيملي عليك تصرفاتك ويحدد لك إختياراتك


أذن القراءة عملية مهمة جدا لأنها هي التي تصنع ذلك المركب الخطير (أنت) هي ماتبنيك أنت ولا أعني بالقراءة قراءة الكتب فقط بل قراءة الواقع وقراءة تجاربك في الحياة وقراءة الحياة نفسها


إذا كانت القراءة بهذه الخطورة التي تجعلها المسؤلة عن حياتك وعن اختياراتك القادمة عن مستقبلك عن طموحك وأمانيك فجدير بك أن تتمهل فيما تقرأ ، إذا علمنا أن كل كتاب نقرأه يتفاعل مع الذات وينتج شيئا جديدا فلا تضع في قارورة التفاعل أي شئ تقابله فربما كان التأثير سلبي أو عكسي


ولتنتبه إلي كل ماتضعه وتراقب بكل حرص واهتمام عملية التفاعل


وكل مرة تقرأ فيها كتاب إسأل نفسك واختبرها ما نتيجة ما قرأت ما شاهدت ما فعلت ، التقييم الدوري هو أحد الوسائل المهمة لجعل أي شئ فعال


........................
فن القراءة الإبداعية 8


انتبه إلي شرك المعلومات كثير منا حين يبحر في عملية القراءة يبحث بعقل شغوف عن المعلومات عن كل فائدة وكل مسألة وكل لطيفة أو طرفة في كل ما يقرأ وهذا جيد لا بأس به ، لكن هناك أشياء أعمق من المعلومات هي روح المؤلف والكاتب نفسه حاول أن تتحسسها أن تأخذ الكتاب وسيلة لتعرف كيف يفكر المؤلف أو الكاتب كيف يشعر كيف يستنبط


اضرب لك مثال


ابن تيمية كم واحد استشهد بكلام ابن تيمية وكم رجل قرأ له ربما فاق العدد الملايين ولكن كم رجل اكتشف طريقة ابن تيمية في العلم والعمل في الاجتهاد والفتوي في النظر والترجيح في رؤية الواقع وتطبيق النصوص عليه


أقول لك بكل ألم ربما لا أحد !!!!!!!!!!


لأننا ببساطة قرأنا ابن تيمية قراءة معلومات بهرنا علمه فلم نري روحه التي كانت تتلقف ذلك العلم وتصبغه بصبغتها


لذا منذ وفاة شيخ الاسلام ابن تيمية لم يرفع أحد أصبعه ليقول هذا أعلم أو أروع من ابن تيمية ، مع أن المعلومات التي استقي منها ابن تيمية علومه موجودة والمعلومات التي قالها هو نفسه موجودة ولكننا افتقدنا روح ابن تيمية ، تلك هي النقطة المهمة


فإذا ابحرت في كتاب ابحث عن روح المؤلف ولا تلهيك المعلومات
..............................
فن القراءة الإبداعية 9


وقفنا عند نقطة البحث عن روح المؤلف وعدم الاكتفاء بالمعلومات


إذا كان هذا غرضنا أو أحد أغراضنا من القراءة فإنه يجب علينا ألا نقرأ إلا لأرواح صادقة شفافة مبدعة لأنها هي ما يساعدنا علي الترقي و الوصول للكنوز المخبؤة حولنا عبر كلماتهم أو إن شئت قلت عبر محاولتهم لكشف أسرار الحياة


اقتبس هنا قول


(زينكيفتشي) في إحدي رواياته يقول الإنسان الذي لايسعي جاهدا بلا وهن ، ولا يقاوم الحواجز بلا توقف ، لا مفر أمامه من الغرق في عتمة اليأس ، عندئذ تمسي موهبة الفنان نقمة عليه وعلي المتلقين في ذات الوقت ، ويتحول هو إلي دور الحاوي الذي يعرض فعلا ظاهره الفن وباطنه الشر ، ولا يكتفي بأن يخون الناس بل إن يعينهم علي خيانة أنفسهم ، ويقنعهم باحتياجات زائفة ، مثل هذا الفن لا يساعد علي الحركة إلي الأمام ، ولكنه يعوقها ، ويدفع الساعين إلي التقدم إلي الارتداد للخلف ، إن خيانة الفن تخلق مناخا يُسيد (بتشديد الياء الثانية مع كسرها )القحط الروحي ويهبط بالروح إلي الحدود الدنيا نقلا من كتاب الروحانية في الفن لـ فاسيلي كاندنسكي


ولكن هل هذا خاص بالفن أقول لكم نعم ولكن كل شئ في الوجود فن


فالكتابة فن والعلم فن وكل شئ آخر نوع من أنواع الفنون


والفنان هو الشخص الذي يحاول ممارسة ذلك الشئ بروح شفافة ونفس طليقة وإرادة وعزم ثابت تحركه الغاية ولا يعدم الوسيلة التي يقول لنا بها معادلته الخاصة وأسرار اكتشافاته عن معني الحياة وعن الحياة نفسها ، عن كيف نعيشها أو كيف نعبرها


إذن فالقراءة هي عملية البحث عن أرواح ، و التعلم منها وليست مجرد معلومات صادقة كانت أم كذابة


سؤال أسأله لك ما هي الأرواح التي لديك في جعبتك تنهل منها تتعلم وتبني مركبك الخاص ومعادلاتك التي تتعامل بها مع الحياة ؟
................................................

فن القراءة الإبداعية 10


كيف تتعرف علي روح المؤلف


لكل كتاب هدف سواء كان هدف ظاهر أو هدف خفي ، تذبل روح المؤلف وتتلاشي قدرته بعدما يصل إلي هدفه تجد الكلام بعدها ركيك أو بلا روح


تشعر بالفرق تفقد تلك الحالة التي كانت تغمر الكتاب وتغمرك معه أثناء ماكان الكاتب ينافح ويدافع عن هدفه وفكرته وبمجرد أن يحقق هدفه يتبخر كل شئ


ويتركك في فراغ


ولا يحقق الكاتب أكثر من هدفه هذا علي التحقيق


فمن كان غرضه الإبهار وترك إنطباع لدي القارئ بشئ ما تجده يذبل بعدما يترك ذلك الانطباع


ومن كان غرضه الربح تخرج الأفكار جافة مادية ويحقق الربح


ومن كان غرضه توصيل فكرة ما ، أو نقل معلومة ما ، أو إحداث تغيير ما فلا تجده يذبل إلا عند تحقيق تلك الفكرة أو إحداث هذا التغيير


ويختلف الكتاب (بتشديد التاء) باختلاف أهدافهم والوصول إليها


فمن الكتاب من يحمل فكرة يستطيع أن ينقلها في كتاب واحد وتذبل بعدها روحه ويصبح كل كلامه مكرر باهت ومنهم من لا يستطيع إلا في مجلدات كثيرة ففكرته متشعبة دقيقة كثيرة التفاصيل فهذا تظل كتاباته تأثرك وتسحرك طالما في محرابه ينافح عن فكرته ويدافع عنها وطالما كانت الفكرة جيدة أو رائعة ، وجيدة ورائعة هي مواصفات يمكننا أن نستعيض عنها بأنها تتوافق مع حقائق الحياة الأبدية


لذا ليس من الضروري قراءة كل الكتب التي وصف مصنفوها بأنهم مبدعين


بل يكفي أن نقرأ تلك الكتب التي أوضع الكاتب فيها سره وعرض فيها فكرته

من مجموع أفكار الكتب لنفس الكاتب نستطيع أن نستخلص روحه أو من أحد كتبه إذا استطاع هو أن يلخص فكرته وروحه في كتاب واحد


وصدق الكواكبي حين قال :


مابال الزمان يضن علينا برجال ينبهون الناس ويرفعون الالتباس ، ويفكرون بحزم ويعملون بعزم ، ولا ينفكون حتي ينالوا ما يقصدون

عن هؤلاء نبحث ولدينا علامة نستكشف بها أرواحهم لا ينفكون حتي ينالوا ما يقصدون


...............................................


فن القراءة الإبداعية 11

تعليق لأحد الأفاضل زوار المدونة يقول:


كيف نطبق هذا الكلام على الكتابات العلمية , وهل نستطيع أن نستلهم روح الكاتب العالم من كتاباته العلمية , وكيف نكسر الحاجز بين هذه الكتابات وأبناءنا في المدارس حتى والجامعات , أقول ذلك وقد لاحظت أن المراجع الأجنبية في مجالات العلوم المختلفة , يتعمد الكاتب فيها أن يضفي جوا من البهجة والنكتة في كتاباته, مستعينا في ذلك ببعض الرسومات التوضيحية خفيفة الظل وأيضا موضحة لما قد يستتر وراء النص .فكيف نجمع بين العلم وحسن العرض في كتاباتنا العلمية . وهل هو خطأ المترجمين أم الكتاب الأصليين . حيث يذهب المترجم بروح المؤلف . أرى أن هذه مشكلة تستحق الدراسة , وهي موجودة أيضا في ترجمات الأعمال الأدبية , من روايات وقصص ومسرحيات وأشعار.


وهي مجموعة من الأسئلة :


1- كيف نبطق هذا الكلام علي الكتابات العلمية؟
2- وكيف نكسر الحاجز بين هذه الكتابات وأبناءنا في المدارس حتى والجامعات؟
3- كيف نجمع بين العلم وحسن العرض في كتاباتنا العلمية ؟
4- وهل هو خطأ المترجمين أم الكتاب الأصليين ؟

أربع أسئلة مهمة وضعها جزاه الله خيرا أمام أعيننا


أما عن السؤال الأول :


فلقد مثلت فيما مثلت به أثناء حديثي عن ابن تيمية ، وما كتابات ابن تيمية إلا كتابات علمية


إلا أن يقصد السائل علمية بمعني علوم تكنولوجية وتطبيقية


وأقول نعم يمكن تطبيق هذا الكلام علي كل العلوم بما فيها الفيزياء والرياضيات والكيميا ء والبيولوجي وكل شئ ، فلم يعد الآن عالم الفيزياء هو الرجل الذي يرطم بكلمات جافة ومعادلات


صماء فكثير من العلماء المعاصرين والسابقين أيضا كسروا الحدود بين العلم والأدب وصاغوا العلوم ببساطة وبروعة وجلال


يمكننا قراءة عشرات الكتب العلمية التي كتبها الدكتور أحمد مستجير أو ترجمها وكذلك الكتب التي ترجمها مصطفي إبراهيم فهمي وغيرهم كثير






سؤال أحب أن أطرحه يوضح حقيقة المشكلة


من هو العالم ؟


هناك مشكلة حقيقية وهي كثرة المتحدثين في العلم وحاملين للشهادات العلمية المرموقة مع قصورهم في الوصول إلي روح العلوم وبالتالي فإن حديث هؤلاء تكثر فيه المصطلحات العلمية وغير العلمية وتقل فيه التشبيهات والاستعارات


يعجبني دكتور محمد رءوف حامد استاذ علم الأدوية وهو يتحدث في كتابه الرائع عن إدارة المعرفة والابداع المجتمعي أن استشهد بكلام لنزار قباني ، وفي الواقع قصة الاستشهاد والتمثيل بين أكابر العلماء بما هو مشهور ومعروف ومتداول من نصوص شعرية أو وقائع أو مشاهد من أفلام تاريخية أو روايات أو .....


دليل تمكن العالم من علمه وأستاذيته فيه ،


وعن طريق تلك الاقتباسات وهذه الاستعارات نتبين ثقافة العالم وروحه


من الأمور الطريفة أن تعلم أن الدكتور مصطفي مشرفة له كتاب قصص قصيرة اسمه هذيان ودكتور حسين مؤنس وهو مؤرخ لخ مسرحية اسمها الطريق الابيض وترجم رواية ثم غاب القمر لجون شتاينبك


فالعالم الأديب والأديب العالم ، أصبحت ضرورة ، ضرورة يفرضها العلم نفسه علي العالم حتي يستطيع نقله وتوصيله إلي الأذهان
..........................

فن القراءة الإبداعية 12

السؤال الثاني : وكيف نكسر الحاجز بين هذه الكتابات وأبناءنا في المدارس حتى والجامعات؟


هذا سؤال مهم وصعب وطويل ولكن الله المستعان


هناك عدة أمور علينا أن ننتبه لها :


1- مراجعة مفهوم التعليم نفسه فالتعليم ليس هو الشهادة التي نحرص جميعا علي أن ينالها أبناءنا تتويجا لسنوات من الكد والتعب وحتي يتمكن بها من الحصول علي وظيفة مرموقة ومكانة في المجتمع !


إذن ما هو التعليم ؟


دخلنا عصر جديد معالمه مفزعة وشيقة ، تتسارع فيه تسارعا رهيبا حتي تشعر بأن الثانية وقت طويل ، فما قرأته بالأمس وبذلت جهدك فيه لا يصلح للغد بالكاد يصلح لليوم فقط وليس لليوم كله بل جزء من اليوم


ما أعنيه علينا أن نعلم أبناءنا ونمرسهم علي موضوع اسمه التعليم المستمر ، واسمه التعليم للحياة ، اهتم بدرجات ابنك في المدرسة ولكن عليك أن تنشأ أنت تقييم آخر يتناسب مع متطلبات العصر أهم ما فيه هو حب ابنك للمعرفة وشغفه وولعه بها وتفننك وتفننه في تحصيلها من مصادر مختلفة


فممارسة الحياة وتأملها مدرسة بل هي أكبر مدرسة علي الإطلاق - وإن كانت شهادتها غير معتمدة - والتعلم منها ومن دروسها وعبرها ومحاولة تحسين الحياة اليومية هي أكبر درس يجب أن نعلمه أبناءنا


أن تجلس بجوار ابنك تحكي له قصة يتعلم منها هذه هي المذاكرة


أن تجلس تلاعبه و تجعله يحاول أن يستفيد بكل ما يعرف في لعبه تلك هي الفائدة ، أن تجلس أنت وهو تشاهد فيلم وثائقي يتحدث عن الغابة أو يتحدث عن أي موضوع ثم تتناقشا كيف يمكن أن نستفيد من هذا الفيلم في واقعنا هذا هو التعليم


لم يعد التعليم هو الجلوس أمام الكتاب نردد في خشوع كلمات أو معادلات لا رابط بينها وبين واقع الحياة اليومي


وُجد العلم لتحسين الحياة ، فعلينا أن نتعلم ما نحسن به حياتنا


المفصل والزاوية في تلك النقطة أن تطمئن إلي طريقة ابنك في التفكير


وأن تعلمه شيئين التفكير المنطقي وربط الأشياء بعضها ببعض وأن تعلمه التفكير الابداعي وهو التفكير في المشكلة في ضوء الإمكانيات المتاحة ويمكنك الاستفادة من عدة كتب وألعاب وأفلام كنت وضعتها في المدونة سابقا اتمني لو تراجعها


2- المسؤلية التي تقع علي عاتقنا جسيمة وهي كيف نهيئ أبناءنا لخوض تجربة الحياة في ظل هذا التقدم المتسارع ، كيف نهيئهم للمستقبل الذي يسير بسرعة رهيبة يمكننا إجمال عوامل النجاح في العصر القادم علي التالي :


روح التعاون والعمل الجماعي - التفكير الإبداعي – التفكير العملي


تعليم ابنك هذه الثلاث المسائل الكبار يكاد يكون صمام الأمان


وعلينا ان ننتبه أن نقبل الاقتراحات ولا نتعامل مع أبناءنا بأجندة مسبقة


ضع أمامه الخيارات وساعده علي الاختيار لكن اتركه يختار


عرضه لكل أنواع المعارف والعلوم والفنون والألعاب ساعده ليكتشف نفسه ثم دعمه علي أن يكون نفسه
...........................................
فن القراءة الإبداعية 13


السؤال الثالث : كيف نجمع بين العلم وحسن العرض في كتاباتنا العلمية ؟


هذا يتم :


1- التنوع الثقافي والمعرفي ( قراءة في كل أبواب المعرفة )


2- القراءة للمبدعين المتحققين بعلومهم والمتمكنين منها ( فلكل علم أستاذ وهذا الاستاذ لن يتركك حتي تفهم فإن فهمت سهل عليك الشرح والقياس وحسن العرض أجمل مثالين في العلوم الشريعة ابن تيمية وابن عثيمين ، وفي علم النفس ألفريد آدلر والروائي دستوفسكي ، وفي علم الاجتماع ابن خلدون وغوستاف لوبون ، وفي التحليل الفني لأسواق المال جون مورفي ومارتن برنج ، وفي فن الحرب والاستراتيجيات صن زو ، وفي الكتب العلمية ترجمات دكتور أحمد مستجير ومصطفي إبراهيم وفهمي وفي العلوم العقلية توني بوزان وإدوارد دي بونو ، وفي السياسة كتابات غوستاف لوبون وميكافيلي وهتلر وروبرت غرين وفي حسن المقال مصطفي صادق الرافعي و الشيخ محمود شاكر وفي البلاغة والأدب أمين الخولي و........... ويمكنك الاطلاع علي مدونة أروع ما قرأت ففيها لخصت ما يقرب من 50 كتاب من أروع ما قرأت في شتي ضروب المعرفة ومازلت أجهز كتب أخري لأضعها هناك والله المستعان
.....................................
فن القراءة الإبداعية 14


السؤال الرابع : وهل هو خطأ المترجمين أم الكتاب الأصليين ؟

مش مهم هو خطأ مين المهم ماذا سنفعل


اليوم أصبحت البدائل كثيرة ومتنوعة وسهلة وميسرة وأفضل لك بدلا من أن تحارب في قراءة كتاب لمؤلف أو مترجم ممن يكتبون الطلاسم عليك بالبحث عن كتاب آخر لكاتب آخر يتميز بحس الفكاهة وغزارة العلم فإن هذا هو الذي يفيد وفي كل علم وفي كل فن وفي كل موضوع ستجد إن شاء الله


وعندها عليك بما قلناه سابقا ألا تنشغل بالمعلومات وتترك استكشاف روح الكاتب
......................................
فن القراءة الإبداعية 15

تتكون القراءة الإبداعية من مزيج من عدة أشياء يمكننا اختصارها في التالي :


1- حسن إختيار الكاتب
2- حسن اختيار الكتاب
3- طريقة القراءة

وحسن اختيار الكاتب وحسن اختيار الكتاب يخضعان لعوامل أهمها الحالة النفسية والحالة الذهنية ، فشكسبير في وقت ما أحسن من دستوفسكي وابن تيمية في وقت ما أحسن من ابن كثير وكذلك في الكتب فهناك وقت يصلح لقراءة التدمرية ووقت لا يصلح إلا لقراءة السير والتاريخ والقصص


وهناك وقت علينا أن نقرأ فيه النسبية أو ما يدور في فلكها أو ماهو جديد في العلوم التكنولوجية أو غيرها ...


وطريقة القراءة (زاوية النظر ودرجة الرؤية ) تعتمد هي الأخري علي الحالة النفسية والحالة الذهنية ، لذا فالتعرف علي الحالة النفسية والحالة الذهنية هي أفضل شئ وأهمها لتحسين القراءة الإبداعية وهذا يعني أن علم النفس والعلوم العقلية أو معرفة كيف تعمل عقولنا هي أهم شيئ في عملية القراءة الإبداعية (وفي غيرها أيضا)


في علم نفس يمكننا قراءة كتب ألفريد آدلر  والعلوم العقلية توني بوزان وإداورد دي بونو
................................................

فن القراءة الإبداعية 16


نصائح عامة لتكوين مكتبتك الخاصة من العلماء والكتب


كيف تكون مكتبتك الخاصة من العلماء ومن الكتب ؟


من تقرأ له وما تقرأ يساعد في تشكيل ونمو عقلك فالتدقيق فيهما غاية في الأهمية ، إذن لابد من فلتر ، ولكن كيف نعمل فلتر


موضوع التقيد بقراءة كتب معينة وكتاب معينين لا أحبه لأنه يقتل فيك الإبداع ، وفي نفس الوقت هناك كتب كثيرة وكتاب كثيرين كلامهم مجرد هراء لتضييع الوقت وهذه معضلة حقيقية ، وحلها يكمن في أن تطور طريقة خاصة بك تستكشف بها العلماء وتستكشف بها الكتب وتكون خريطة خاصة بك


علي سبيل المثال :


كنت في فترة من الفترات أحب سماع الشرائط العلمية وكنت أستفيد منها جدا حتي وقعت علي سلسلة شرائط للشيخ ابن عثيمين رحمه الله عندها عقدت مقارنة بين ابن عثيمين وبين ما كنت اسمعه وكانت النتيجة لصالح ابن عثيمين فوضعت ابن عثيمين علي قمة القائمة وركزت معه ومن تركيزي في ابن عثيمين لاحظت أن ابن تيمية هو عالمه المفضل وأن الرجل متشبع بكل أفكاره وآراءه إلا في النذر اليسير فلقد صرح في أحد المحاضرات أنه لم يخالف ابن تيمية إلا في 6 مسائل فقط


عندها انتقل ابن تيمية لقمة القائمة مع وجودؤابن عثيمين رحمه الله في القائمة واصبح لدي اثنين أأنس بهما وأنهل من معينهما ثم سمعت محاضرة لأحد الدعاة وذكر فيها الشاطبي فقرأت للشاطبي وبذلك انتقل الشاطبي إلي القائمة وهكذا حتي كونت مكتبة من العلماء في العلم الشرعي آخذ بقولهم واستكشف روحهم وطريقتهم في الفهم والعمل


كما فعلت في العلوم الشرعية فعلت في كل العلوم


والآن لدي قائمة في شتي العلوم هم أساتذتي ورفقاء الطريق بهم أأنس ومنهم اتعلم واستفيد ومن هذه القائمة :


ابن تيمية - ابن عثيمين -البخاري ومسلم-الشاطبي (صاحب الموافقات)


ابن حزم - ابن كثير- ابن حجر-ابن قدامة-بكر بن عبد الله أبو زيد


صن زو – غوستاف لوبون – توني بوزان – إداورد دي بونو – ثربانتس – شكسبير – دستوفسكي – توليستوي – حسين مؤنس – محمود شاكر – محمدمحمد حسين – مصطفي صادق الرافعي – روبرت جرين – مالوكلوم غلادويل –ستفين كوفي – أمين الخولي – محمد الطاهر بن عاشور – العز بن عبد السلام – محمد رءوف حامد – غاري هاميل – ألفين توفلر – مكسيم غوركي – جمال حمدان – محمود بسيوني – ديل كارنجي – بنيامين فرانكلين

وكما لدي قائمة باسماء العلماء لدي أيضا قائمة باسماء الكتب فربما أضفت كتاب إلي القائمة ولم أضف مؤلفه إلي القائمة

وأنت ما هي قائمتك الشخصية للعلماء وللكتب ؟؟؟


فإن لم تكن لديك فعليك بالبدء فيها ويمكنك الاستعانة ببعض الاسماء التي وضعتها