الأحد، 16 أغسطس 2009

فوائد من مجموع الفتاوي لابن تيمية ج1 -2

فوائد من مجموع الفتاوي لابن تيمية ج1 -2
إن العبد بل كل حي بل وكل مخلوق سوي الله هو فقير محتاج إلي جلب ما ينفعه ، ودفع ما يضره ، والمنفعة للحي هي من جنس النعيم واللة ، والمضرة هي من جنس الالم والعذاب ، فلابد له من أمرين :
أحدهما : هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع ويلتذ به.
والثاني : هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود ، والمانع من دفع المكروه ، وهذان هما الشيئان المنفصلان الفاعل والغاية فهنا أربعة أشياء:
1- أمر هو محبوب مطلوب الوجود
2- أمر مكروه مبغض مطلوب العدم
3- الوسيلة إلي حصول المطلوب المحبوب
4- الوسيلة إلي دفع المكروه
فهذه أربعة أمور ضرورية للعبد بل ولل حي لا يقوم صلاحه ووجوده إلا بها

بيان ما سبق علي مايلي :
أحدها : أن الله تعالي هو الذي يجب أن يكون هو المقصود المدعو المطلوب ، وهو المعين علي المطلوب وما سواه هو المكروه ، وهو المعين علي دفع المكروه ، فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة دون ما سواه وهذا معني قوله تعالي " إياك نعبد وإياك نستعين " فإن العبودية تتضمن المقصود المطلوب ، لكن علي أكمل الوجوه والمستعان هو الذي يستعان به علي المطلوب
فالأول من معني الألوهية
الثاني: من معني الربوبية إذ الإله : هو الذي يؤله فيعبد محبة وإنابة وإجلالا وإكراما
والرب : هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه إلأي جميع أحواله من العبادة وغيرها ، وكذلك قوله تعالي " عليه توكلت وإليه أنيب " وقوله " فاعبده وتوكل عليه"

.......

علي أن نفس الايمان بالله وعبادته ومحبته وأجلاله هو غذاء الانسان وقوته وصلاحه وقوامه كما عليه أهل الإيمان ، وكما دل عليه القرآن لا كما يقول من يعتقد من أهل الكلام ونحوهم : أن عبادته تكليف ومشقة !

....

ولهذا لم يجيئ في الكتاب والسنة وكلام السلف إطلاق القول علي الإيمان والعمل الصالح : أنه تكليف كما يطلق ذلك كثير من المتكلمة والمتفقه وإنما جاء ذكر التكليف في موضع النفي كقوله تعالي :" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "
وقوله تعالي :" لا تكلف إلا نفسك"
أي وإن وقع في الأمر تكليف : فلا يكلف إلا قدر الوسع ، لا أنه يسمي جميع الشريعة تكليفا ، مع أن غالبها قرة العيون وسرور القلوب ، ولذات الارواح وكمال النعيم ، وذلك لإرادة وجه الله والانابة إليه ، وذكره وتوجه الوجه إليه ، فهو الاله الحق الذي تطمئن اليه القلوب ، ولا يقوم غيره مقامه في ذلك أبداً قال الله تعالي :" فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا "
...

ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة ، ولا استنصر بغير الله إلا خذل وقد قال الله تعالي : " واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا ، كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا "

...

فوائد من مجموع الفتاوي لابن تيمية ج1 -1

فوائد من مجموع الفتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية ج 1

أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين وختمهمم بمحمد صلي الله عليه وسلم ، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله ، يوفون سبعين أمة هم خيرها وأكرمها علي الله ، وحفظ لهم الذكر ، وخصهم بالرواية والإسناد
فلا سعادة للعباد ولا نجاة في الميعاد إلا باتباع رسوله صلي الله عليه وسلم فإن الله خلق الخلق لعبادته كما قال تعالي : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " وإنما تعبدهم بطاعته وطاعة رسوله
وقد ذكر الله طاعة الرسول صلي الله عليه وسلم واتباعه في نحو من أربعين موضعاً من القرآن
وقال تعالي :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" فجعل محبة العبد لربه موجبة لاتباع الرسول صلي الله عليه وسلم ، وجعل متابعة الرسول صلي الله عليه وسلم سببا لمحبة الله العبد.

فالنفوس أحوج إلي معرفة ما جاء به واتباعه منها إلي الطعام والشراب فإن هذا إذا فات حصل الموت في الدنيا وذاك إذا فات حصل العذاب
فحق علي كل أحد بذل جهده واستطاعته في معرفة ما جاء به وطاعته ، إذ هذا طريق النجاة من العذاب الأليم والسعادة في دار النعيم ، والطريق إلي ذلك الرواية والنقل . إذ لا يكفي من ذلك مجرد العقل . بل كما أن نور العين لا يري إلا مع ظهور نور قدامه ، فكذلك نور العقل لا يهتدي إلأا إذا طلعت عليه شمس الرسالة
والله سبحانه وتعالي بعث محمدا بالكتاب والسنة ، وبهما أتم علي أمته المنة

قال تعالي : " واذكرن ما يتلي في بيوتكن من آيات الله والحكمة " وقد قال غير واحد من العلماء : منهم يحي بن أبي كثير وقتادة والشافعي وغيرهم ( الحكمة) : هي السنة


وقد جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم من عدة أوجه من حديث أبي رافع وأبي ثعلبة وغيرهما أنه قال : " لا ألفين أحدكم متكئا علي أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول بيننا وبينكم القرآن فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألأا وأني أوتيت الكتاب ومثله معه" وفي رواية " ألا وانه مثل الكتاب "
...

فمن كان مخلصا في أعمال الدين يعملها لله كان من أولياء الله المتقين ، أهل النعيم المقيم ، كما قال الله تعالي : " ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ، لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، لا تبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم "
وقد فسر النبي صلي الله عليه وسلم البشري في الدنيا بنوعين :
1- ثناء المثنين عليه
2- الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو تُري له

والقائمون بحفظ العلم الموروث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم الربان الحافظون له من الزيادة والنقصان ، هم من أعظم أولياء الله المتقين وحزبه المفلحين .....

وعلم الاسناد الرواية مما خص الله به أمة محمد صلي الله عليه وسلم ، وجعله سلما إلي الدرياة ، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات ، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة أهل الضلالات ، وإنما الاسناد لمن أعظم الله عليه المنة، أهل الاسلام والسنة، يفرقون به بين الصحيح والسقيم ، والمعوج والقديم
وغيرهم من أهل البدع والكفار : إنما عندهم منقولات يأثرونها بغير إسناد ، وعليها من دينهم الاعتماد ، وهم لا يعرفون فيها الحق من الباطل ،
...

فإذا اجتمع أهل الفقه علي القول بحكم لم يكن إلا حقا ، وإذا اجتمع أهل الحديث علي تصحيح حديث لم يكن إلا صدقاً