الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

مختصر شعب الإيمان للإمام البيهقي - 10 وجوب محبة الله

 


10 -  العاشر من شعب الإيمان

وهو باب في محبة الله عز وجل

 

قال الله عز وجل :(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله )

 قال البيهقي رحمه الله : فدل ذلك علي أن حب الله جل جلاله من الإيمان لأن قوله :(والذين آمنوا أشد حبا لله )إشارة إلى أن الإيمان يحرك على حب الله جل جلاله ويدعو إليه ،

وقال الله جل ثناءه :( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فأبان أن اتباع نبيه  صلى الله عليه وسلم  من موجبات محبة الله،  فإذا كان اتباع النبي  صلى الله عليه وسلم  إيمانا فقد وجب أن يكون حب الله الموجب له إيمانا .

 

وقال الله عز وجل:( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ).

 

قال البيهقي رحمه الله: فأبان بهذا أن حب الله وحب رسوله والجهاد في سبيله فرض ، وأنه لا ينبغي أن يكون شيء سواه أحب إليهم منه وبمثل ذلك جاءت السنة

 

401 - عن أنس بن مالك أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال :" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان:  أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يوقد له نار فيقذف فيها " رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن المثني عن عبد الوهاب الثقفي، ورواه مسلم عن محمد بن بشار وغيره

 

قال البيهقي رحمه الله:  فأبان المصطفى  صلى الله عليه وسلم  بهذا أن حب الله وحب رسوله من الإيمان وأبان بما قبله أن ترك متابعته تدل على خلاف المحبة وفي ذلك دلالة على وجوب المحبة ووجوب ما تقتضيه المحبة من المتابعة والموافقة .

 

402 ... دخل البصري على أبي عباس بن سريج فقال له بن سريج أين تعرف في نص الكتاب أن محبة الله فرض ؟ فقال: لا أدري ، ولكن يقول القاضي: فقال له :قوله عز وجل:( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم ) إلى قوله:( أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا) والوعيد لا يكون إلا على ترك فرض .

 

403 - عن سفيان بن عيينة يقول:  والله لا تبلغوا ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله عز وجل ، ومن أحب القرآن فقد أحب الله عز وجل.

 

معاني المحبة

 

 قال الحليمي رحمه الله: محبة الله اسم لمعان كثيرة :

أحدها: الاعتقاد أنه عز اسمه محمود من كل وجه لا شيء من صفاته إلا وهو مدحه له .

الثاني: الاعتقاد أنه محسن إلى عبادة منعم متفضل عليهم .

والثالث: اعتقاد أن الإحسان الواقع منه أكبر وأجل من أن يقضي قول العبد وعمله وإن حسنا وكثرا شكره.

 والرابع: أن لا يستقل العبد قضاياه ويستكثر تكاليفه.

 والخامس: أن يكون في عامة الأوقات مشفقا وجلا من إعراضه عنه، وسلبه معرفته التي أكرمه بها وتوحيده الذي حلاه وزينه به .

والسادس: أن تكون آماله منعقدة به لا يرى في حال من الأحوال أنه غني عنه.

 السابع: أن يحمله تمكن هذه المعاني في قلبه على أن يديم ذكره بأحسن ما يقدر عليه .

والثامن: أن يحرص على أداء فرائضه والتقرب إليه من نوافل الخير مما يطيقه .

والتاسع: أنه إن  سمع من غيره ثناءعليه،  وعرف منه تقربا إليه وجهادا في سبيله سرا أو إعلانا مالأه ووالاه.

 والعاشر: أنه إن سمع من أحد ذكرا له أعانه بما يجل عنه أو عرف منه غيا عن سبيله سرا أو علانية باينه وناواه.

 فإذا استجمعت هذه المعاني في قلب أحد فاستجماعها هو المشار إليه باسم محبة الله تعالى جده وهي وإن لم تذكر مجتمعة في موضع فقد جاءت متفرقة عن النبي  صلى الله عليه وسلم  فمن دونه، فمن ذلك يعني ما

 

408 -  عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه قال :"حبك الشيء يعمي ويصم "

 

قال البيهقي رحمه الله : وكذلك رواه سعيد بن أبي أيوب عن حميد بن مسلم الدمشقي عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه موقوفا وهو في تاريخ البخاري.

 قال الحليمي رحمه الله:  قد يفهم من هذا أن من أحب الله تعالى لم يعد المصائب التي يقضيها عليه إساءة منه إليه ، ولم يستثقل وظائف عبادته وتكاليفه المكتوبة عليه كما أن من أحب أحدا من جنسه لم يكد يبصر منه إلا ما يستحسنه ويزيده إعجابا به ولا يصدق من خبر المخبرين عنه إلا ما يتخذه سببا للولوع به والغلو في محبته .

 

438 -  عن سري السقطي يقول: السرور بالله هو السرور والسرور بغيره هو الغرور .

 

 

 

461 - عن أنس بن مالك أن رجلا من الأعراب أتى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" ما أعددت لها؟ " فقال الأعرابي : ما أعددت لها من كبير أحمد عليه نفسي إلا أني أحب الله ورسوله . فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" فإنك مع من أحببت " رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق .

 

464 - قال أبو الحسين الوراق : المحبة شعبة من الإيمان بالله وهو أصل لجميع مراتب الأولياء والأصفياء وقال : تتشعب شعب المحبة من دوام ذكر إحسان الله، فمن ذكر على الدوام إحسان الله إليه تنسم ريح المحبة عن قربه .

 

467 - قال أبو الحسين بن مالك الصوفي علامة المحبة :ترك ما تحب لمن تحب .

 

471 عن أحمد بن أبي الحواري قال: قلت لأبي سليمان الداراني بما نال أهل المحبة المحبة من الله عز وجل؟  قال: بالعفاف وأخذ الكفاف .

 

472 سأل رجل فضيل بن عياض متى يبلغ رجل غاية محبة الله ؟ قال :إذا كان عطاؤه إياك ومنعه سواء .

 

476 - قال يحيى بن معاذ :حقيقة المحبة التي لا تزيد بالبر ولا تنقص بالجفوة .

 

477 - عن الحارث المحاسبي وسئل عن المحبة فقال: ميلك إلى الشيء بكليتك محبة له، ثم إيثارك له على نفسك ومالك ثم موافقتك له سرا وجهرا ثم علمك بتقصيرك في حبه .

 

490 - قال الحسن بن محمد بن الحنفية من أحب حبيبا لم يبغضه ثم قال:

 تعصي الإله وأنت تظهر حبه   عار عليك إذا فعلت شنيع 

لو كان حبك صادقا لأطعته      إن المحب لمن أحب مطيع 

 

496 - عن أبي موسى قال قلت:  يا رسول الله الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" المرء مع من أحب " أخرجاه في الصحيح من حديث الأعمش

 

498 - عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا على عهد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قد جلده في الشراب ، فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به،  فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" لا تلعنه فوالله ما علمت إنه ليحب الله ورسوله " رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير عن الليث وهذا تصحيح قوله أبي عثمان" صادق في حبه مقصر في حقه" فإنه مع شربه سماه محبا والله أعلم

500- قال مالك بن دينار: علامة حب الله دوام ذكره ،لأن من أحب شيئا أكثر ذكره.

 

 قال الحليمي رحمه الله :وقال بعضهم: الحب اللزوم لأن من أحب شيئا ألزم ذكره قلبه فمحبة الله تعالى لزوم لذكره.

 قال الحليمي رحمه الله وهذا الذي فسره هذا القائل به المحبة من أنه اللزوم موافق لقول أهل اللسان لأنهم يقولون أحب الجمل إذا برك فلزم مكانه .

 

502 - ذا النون يقول: من عرف ربه وجد طعم العبودية ولذة الذكر والطاعة،  فهو مع الخلق ببدنه وقد باينهم بالهموم والخطرات

 

فصل

في إدامة ذكر الله عز وجل

 

 قال الحليمي رحمه الله:  فأما إدامة ذكر الله تعالى جده التي ذكرنا بها أمارات المحبة فقد جاء فيها قول الله عز وجل:( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا)، وقوله عز وجل :(فاذكروني اذكركم) قال: وجاءت فيها عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وفي الأحوال التي يستحب الذكر فيها وفي فضيلته والحث عليها أخبار منها ما جاء عن الحث على الاستكثار من الذكر

 

502 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال :" سيروا ، هذا جُمدان،  سبق المفردون"  قالوا وما المفردون يا رسول الله؟  قال: "  الذاكرون الله كثيرا والذكرات".

رواه مسلم في الصحيح عن أمية بن بسطام .

 

509 - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله فيها ".

 

512 - عن عبد الله بن بسر قال : جاء أعرابيان إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يسألانه فقال أحدهما:  يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: "  من طال عمره وحسن عمله "  وقال الآخر: يا رسول الله : إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فمرني بأمر أتشبث به، قال :"لا يزال لسانك رطبا بذكر الله عز وجل" .

515 - عن بن عمر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" ألا أخبركم بخير أعمالكم وأرقاها وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم ممن أعطى الذهب والورق وخير من أن لو غدوتم إلي عدوكم فضربتم رقابهم وضربوا رقابكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال:" فاذكروا الله كثيرا ".

 

قال الحليمي رحمه الله:  وفي هذا الحديث أن المراد بالذكر ليس هو الذكر باللسان وحده ولكنه جامع للسان والقلب والذكر بالقلب أفضل لأن الذكر باللسان لا يردع عن شيء والذكر بالقلب يردع عن التقصير في الطاعات والتهافت في المعاصي والسيئات.

 

521 - عن أنس قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :" لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله "رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق.

 وفي رواية حماد بن سلمة عن ثابت في هذا الحديث لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله .

 

 

قال الحليمي رحمه الله:  ومنها ما جاء في لزوم مجالس الذكر ومصاحبة أهله وذكر بعض متن الحديث الذي

527 - عن الأغر قال أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أنه قال:" لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده "  أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة

 

528 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :" إن لله ملائكة فضلا عن كتاب الأيدي يطوفون في الطريق، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تبارك وتعالى يُنادون هلم إلى حاجتكم . قال: فتحفهم بأجنحتها إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم -  وهو أعلم بهم - ما يقول عبادي ؟ قال : يقولون: يسبحونك ويكبرونك، ويحمدونك، ويمجدونك .  قال : وهل رأوني؟  قال:  فيقولون : لا والله يا رب ما رأوك فيقول:  فكيف لو أنهم رأوني؟  قال : فيقولونك  لو رأوك كانوا لك أشد عبادة، وأشد تحميدا ، وأكثر تسبيحا ، فيقول : فما يسألوني ؟ فيقولون:  يسألونك الجنة،  فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا والله يا رب ما رأوها، فيقول كيف لو رأوها؟  فيقولون: لو رأوها كانوا أشد عليها حرصا ، وأشد لها طلبا ، وأعظم فيها رغبة، فيقول : مما يتعوذون ؟ قال : يتعوذون من النار، فيقول: هل رأوا النار؟ فيقولون: ما رأوها، فيقول :كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا، وأشد لها مخافة، فيقول : فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم ، فيقول ملك من الملائكة : فيهم فلان وليس منهم ، إنما جاء لحاجة ،قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم" هذا لفظ حديث أبي عبد الله غير أنه كان قد سقط من روايته " فيقول :مما يتعوذون ؟ قال:  يقولون:  من النار"  وهو في رواية بن بشران

رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن جرير

وأخرجناه في كتاب الدعوات من حديث وهيب عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وفيه من الزيادة:" قال: فقال : قد أجرتهم مما استجاروا وأعطيتهم ما سألوا " ومن ذلك الوجه أخرجه مسلم في الصحيح وفي بعض هذه الروايات:" فيقولون :رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم قال :فيقول: وله قد غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم "

 

529  - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :خرج معاوية رضي الله عنه على حلقة في المسجد فقال ما أجلسكم ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله قال: الله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذلك ، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أقل عنه حديثا مني وإن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  خرج على حلقة من أصحابه فقال:" ما أجلسكم ؟ " قالوا : جلسنا نذكر الله ، ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن علينا بك ، قال : آلله ما أجلسكم إلا ذلك ؟ قالوا:  والله ما أجلسنا إلا ذلك ، قال:  " أما إني لم استحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة " رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة

 

قال الحليمي رحمه الله: ومنها ما جاء في ذكر عمارة البيت بذكر الله فذكر الحديث الذي:

532 - عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال :" مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر فيه مثل الحي والميت"  رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن محمد بن العلاء عن أبي أسامة ز

 

537- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :" ما من قوم جلسوا مجلسا وتفرقوا منه لم يذكروا الله فيه إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار وكان عليهم حسرة يوم القيامة " ورواه الأعمش عن أبي صالح .

 

ومنها الذكر عند كل اضطجاعة والذكر عند كل مشي والذكر عند كل حجر ومدر وشجر

 

540 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال :" من اضطجع مضجعا لم يذكر الله فيه كان عليه فيه ترة يوم القيامة ، ومن قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كان عليه فيه ترة يوم القيامة " رواه الليث بن سعد .

 

543 - عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  فقال :إني أريد سفرا فقال له النبي  صلى الله عليه وسلم :"أوصيك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف" فلما ولى قال:" اللهم ازو له الأرض وهون عليه السفر ".

 

545 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : أمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال أني أخاف الله،  ورجل تصدق بصدقة أخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفقه يمينه "  أخرجاه في الصحيح من أوجه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

 

 

 

 قال ومنها الذكر في الملأ

546 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" يقول الله :أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه "  وذكر الحديث أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي معاوية وغيره .

 

قال:  ومنها الذكر الخفي وهو ضربان : أحدهما : الذكر في النفس وقد قال الله عز وجل :(  واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة  )  والآخر:  ما دار به اللسان ولم يسمعه إلا صاحبه

 

558 أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان ثنا بن أبي الدنيا ثنا محمد بن الفرج الفراء

 

قال: ومنها الذكر بعد الغداة إلى طلوع الشمس والذكر بعد العصر إلى غروب الشمس

 

قال :ومنها الذكر بين الغافلين

 

ومنها: الاشتغال بالذكر عن المسألة

 

567 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" إن الله تعالى يقول من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين " وهكذا رواه البخاري عن ضرار عن صفوان في التاريخ .

 

570 - ثنا الحسين بن الحسن المروزي وكان جاور بمكة حتى مات قال: سألت سفيان بن عيينة عن تفسير قول النبي  صلى الله عليه وسلم :" أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير " وإنما هو ذكر ليس فيه دعاء

 قال سفيان:  سمعت حديث منصور عن مالك بن الحارث قلت: نعم قال :ذاك تفسير هذا ثم قال أتدري ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى بن جدعان يطلب نائله ومعروفة؟  قلت: لا قال: لما أتاه قال :

أاذكر حاجتي أم قد كفاني                 حباؤك أن شيمتك الحباء 

إذا أثنى عليك المرء يوما                 كفاه من تعرضك الثناء 

 

قال سفيان فهذا مخلوق حين ينسب إلى الجود قيل يكفينا من تعرضك الثناء عليك حتى تأتي على حاجتنا فكيف بالخالق .

قال الحليمي رحمه الله والذي يشد هذا كله ما روي عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه قال :"من أكثر ذكر الله بريء من النفاق" .

 وعن معاذ بن جبل قال: سألت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أي الإيمان أفضل ؟ قال :" أن تعمل لسانك في ذكر الله"

 

581 - عن بن مسعود أنه قال: (إن إبراهيم لأواه ) قال:  الأواه: الدعاء.

 

582 - عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال  :"ثلاثة لا يرد الله دعاءهم: الذاكر الله كثيرا ، ودعوة المظلوم،  والإمام المقسط  ".

 

قال الحليمي رحمه الله : فبان بهذا أن ذكر الله إيمان ثم ساق الكلام إلى أن قال: وإذا كان محل ذكر الله ما وصفت ، كان من حق العبد أن يحافظ عليه ، ثم يتحرى من الأذكار ما ظهر فضله، وجاء عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  الحث عليه.

 

 قال البيهقي رحمه الله: وقد ذكرنا أخبارا كثيرة في ذلك في كتاب الدعوات ونحن نشير ها هنا إلى طرف منها

 

585 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " رواه البخاري في الصحيح عن أبي خيثمة.

 ورواه مسلم عن أبي كريب عن بن فضيل .

 

587 - عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال:"من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له،  له الملك وله الحمد،  وهو على كل شيء قدير في يوم عشر مرات كان له بعدل عشر محررين " أو قال:" بعدل محرر " شك داود .

قال البخاري رحمه الله وقال موسى ثنا وهيب عن داود فذكر هذه الرواية .

 

590 - قال بن مسعود : من قال في أول النهار لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات كان عدل أربع محررين من ولد إسماعيل .

 

591- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال:" من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتب له مائة حسنة ، ومحي عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من النار يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ".

" ومن قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ".

... يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك فذكره بإسناده

نحوه غير أنه قال :"وكانت له حرزا من الشيطان " قال: " وكتبت " و " محيت "

رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى .

 

592 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:  قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ".

 رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر وأبي كريب عن أبي معاوية .

 

594 - عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" أحب الكلام إلى الله أربع: لا إله إلا الله، والله أكبر ،وسبحان الله،والحمد لله، لا يضرك بأيهن بدأت " وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس .

 

596 - عن بن عباس رضي الله عنهما إن النبي  صلى الله عليه وسلم  خرج ذات غداة من عند جويرية رضي الله عنها بنت الحارث الخزاعية وكان اسمها برة فحول رسول الله  صلى الله عليه وسلم  اسمها جويرية وكره أن يقال خرج من عند برة فخرج وهي في المسجد - قال مرة أخرى فخرج من عندها وهي مصلاها - ورجع بعد ما ارتفعت الشمس فقال :" وأنت في مجلسك هذا منذ خرجت"  قالت:  نعم قال:"  لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات وزنت بكلماتك لوزنتهن : سبحان الله وبحمده عدد خلقه  ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته"  أخرجه مسلم في الصحيح من حديث سفيان .

 

598 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" خذوا جُنتكم "

قلنا: يا رسول الله أمن عدو حضر؟  قال :" لا ، جنتكم من النار،  قول  سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يأتين يوم القيامة مقدمات معقبات مجنبات هن الباقيات الصالحات "

 

600 - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  حتى وضع رجله بيني وبين فاطمة فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين تحميدة وأربعا وثلاثين تكبيرة . قال علي رضي الله عنه : فما تركتهن بعد.  فقال له رجل: ولا ليلة صفين ؟ قال:  ولا ليلة صفين "

مخرج في الصحيح من حديث مجاهد والحكم عن عبد الرحمن .

 

 

605 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة هما قليل ومن يعمل بهما قليل " قالوا: وما هما يا رسول الله؟

 قال : " يسبح الله أحدكم في دبر كل صلاته عشرا ، ويحمد عشرا،  ويكبر عشرا، فتلك خمسون ومائة باللسان ، وألف وخمسمائة في الميزان،  وإذا أوى إلى فراشه  سبح الله ، وحمده ، وكبره مائة فتلك مائة باللسان،  وألف في الميزان،  فأيكم يعمل في اليوم والليلة الفين وخمسمائة سيئة ؟ " قال: فرأيت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يعدهن بيده قالوا: يا رسول الله وكيف لا يحصيهما ؟ قال : " يأتي أحدكم الشيطان فيقول اذكر حاجة كذا وحاجة كذا حتى ينصرف ولا يذكر ، وينام ولا يذكر "

607 - قال أبو ذر رضي الله عنه:  يا رسول الله ذهب أصحاب الدثور بالأجور يصلون كما نصلي،  ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يتصدقون بها، ولا نجد ما نصدق به،  قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:"   يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أدركت من سبقك ، ولا يلحق بك أحد بعدك ؟"  قال:  بلى يا رسول الله! قال :" تكبر في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين تكبيرة ، وتحمد ثلاثا وثلاثين تحميدة، وتسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة، وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ".

وكذلك روي عن أبي هريرة رضي الله عنه من ذلك الوجه أخرجه مسلم في الصحيح .

 

608 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا لرسول الله  صلى الله عليه وسلم : ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم قال : "كيف ذلك؟"  قالوا : صلوا كما صلينا وجاهدوا كما جاهدنا، وأنفقوا من فضول أموالهم وليس لنا أموال . قال:" أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكم، وتسبقون من جاء بعدكم ، ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله تسبحون في دبر كل صلاة عشرا ، وتحمدون عشرا ، وتكبرون عشرا "  رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن يزيد .

 

611 - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه  قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" دعوة ذي النون التي دعا بها في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها مسلم في كربة إلا استجاب الله له ".

 

614 - عن عبد الله بن جعفر قال :علمني علي رضي الله عنه كلمات علمهن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إياه يقولهن عند الكرب والشيء يصيبه:" لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين ".

 

619 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه قال:" من جلس مجلسا يكثر فيه لغطه ثم قال قبل أن يقوم : سبحانك ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك ".

 

620 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  كان إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات فسألته عن الكلمات فقال:" إن تكلم بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة وإن تكلم بغير ذلك كان كفارة له: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك ".

 

621 - عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:"  إن أحب الكلام إلى الله،  سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك . وإن أبغض الكلام إلى الله عز وجل أن يقول الرجل للرجل: اتق الله فيقول عليك بنفسك".

 

622 - عن رجل من بني سليم قال :عدهن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  في يدي أو في يده:"  التسبيح نصف الميزان والحمد لله تملأه ، والتكبير تملأ ما بين السماء والأرض، والصوم نصف الصبر، والطهور نصف الإيمان ".

 

قال الحليمي رحمه الله : ومن ذلك الاستغفار قال الله عز وجل:( استغفروا ربكم إنه كان غفارا ) وجاء عن النبي  صلى الله عليه وسلم 

 

629 - عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله عز وجل:( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) قال: قال النبي  صلى الله عليه وسلم :" إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة "

 

630 - قال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول:" والله إني لأستغفر وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة " رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان .

 

631 - عن الأغر المزني وكانت له صحبة قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :" إنه ليغان على قلبي وأني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة " رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع

 

645 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان فيكم أمانان فمضت إحداهما وبقيت الأخرى :(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)  وروي مثل هذا عن أبي موسى الأشعري .

 

648 - ... أبا أيوب رضي الله عنه أخبره أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ليلة أسري به مر علي سيدنا إبراهيم عليه السلام فقال إبراهيم لجبرائيل عليه السلام: من هذا ؟ قال: هذا محمد.  فقال إبراهيم عليه السلام  : يا محمد مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة ، وأرضها واسعة.

 قال محمد لإبراهيم : "وما غراس الجنة ؟" قال:  لا حول ولا قوة إلا بالله كذا قال .

 

650 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ "  قلت:  بلى . قال :"لا حول ولا قوة إلا بالله لا ملجأ من الله إلا إليه ".

وفي  رواية  باب من أبواب الجنة

 

653 - عن أبي موسى رضي الله عنه قال : كنا مع النبي  صلى الله عليه وسلم  في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفا ولا نهبط واديا إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير فالتفت إلينا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال : " يا أيها الناس غضوا من أصواتكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إن الذي تدعون دون ركابكم " وقال: " يا عبد الله بن قيس"  يعني أبا موسى قلت:  لبيك يا رسول الله قال : ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قلت :بلى . قال لا حول ولا قوة إلا بالله" أخرجاه في الصحيح

658 - عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،  أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بذنوبي وأبوء لك بنعمتك على،  فاغفر لي أنه لا يغفر الذنوب الا أنت " أخرجه البخاري في الصحيح .