الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

مختصر شعب الإيمان للإمام البيهقي - 26 الجهاد

 


بسم الله الرحمن الرحيم

26- الباب السادس والعشرون من شعب الإيمان

وهو باب في الجهاد

 

قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار"

 قال الحليمي رحمه الله وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم قبل فرض الجهاد منازل مع المشركين فأول ذلك أنه كان يوحى إليه ولا يؤمر في غير نفسه بشيء ثم أمر بالتبليغ فقيل له :" قم فأنذر"  فأشفق من ذلك فنزل :"  يا أيها الرسول بلغ"   إلى قوله  :" والله يعصمك من الناس "  فلما بلغ كذبوه واستهزأوا به فأمر بالصبر وقيل له  :" فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين"   ثم أمر باعتزالهم فنزل:" فاصبر على ما يقولون واهجرهم هجر جميلا " ونزل :"  وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين "

  ثم أذن لمن آمن به في الهجرة دونه فنزل :"ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ثم أمر الله تعالى جده رسوله  صلى الله عليه وسلم  بالهجرة ونزل :"  وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق "  فهاجر رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ثم إن الله تعالى أذن لهم في قتال من قاتلهم فنزل :"  وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"   ثم أذن لهم في الابتداء فنزل:" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير" وقد قرئ يقاتلون فرجع  إلى معنى ما قبله ثم إن الله عز وجل  فرض الجهاد على رسوله  صلى الله عليه وسلم  وفرض الهجرة على المتخلفين بمكة من المسلمين فأنزل الله عز وجل  في فرض الجهاد :" كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم

"  قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة "

"  قاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم "

وغير ذلك من الآيات ثم ألزم الجهاد إلزاما لا مخرج منه فقال :" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به "  والمراد بهذا أنه لما فرض الجهاد صار قبوله والطاعة له من الإيمان وكان فرضه بشرط أنه من قتل أو قتل في سبيل الله فله الجنة فمن قبله على هذا كان باذلا نفسه وذلك في صورة المبايعة فكانوا  بائعين والله جل جلاله  مشتريا من هذا الوجه وذلك  بائع بثمن إلى أجل مكلف أن تسلم.

 فتبين بذلك فرض الجهاد ولزومه والله أعلم .

 

وجاء في الحث على الجهاد والتحريض عليه والإشاراة إلى فضله وضمان الثواب  عليه قول الله عز وجل :" يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة من جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين "

 

فدلهم على ما في الجهاد من عاجل الفائدة وأجلها فأما العاجل فهو النصر على الأعداء وما يرزقونه من فتح بلادهم ونعيم أموالهم وأهليهم وأولادهم وأما الآجل فهو الجنة والنعيم المقيم .

 

وقال :"  فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما "  وقال في مدح المجاهدين والثناء عليهم :"  والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم "  وقال :"لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ورحمة وكان الله غفورا رحيما " وقال:" ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون مؤطا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون" وقال في حياة الشهداء  :" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"   وقال  :" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون   "

 

3906 - عن زيد بن أسلم في قوله عز وجل :" اصبروا" قال على الجهاد "وصابروا "عدوكم "ورابطوا "على دينكم "واتقوا الله لعلكم تفلحون"

 

3907 - نا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال فقدنا نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  فقلنا لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل عملناه ، فانزل الله عز وجل :" سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم، يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص" إلى آخر السورة فقرأها علينا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  هكذا قال الأوزاعي وقرأها علينا يحيى بن أبي كثير هكذا قال محمد بن كثير وقراها علينا الاوزاعي هكذا قال ابو الوليد وقراها علينا.... قال الشيخ أحمد مصنف الكتاب وقرأها علينا أبو عبد الله

3908 - عن عبد الله بن الزبير عن أبي مرواح عن أبي ذر قال جاء رجل إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  فسأله فقال:" يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيل الله قال فأي العتاق أفضل قال أنفسها قال أفرأيت إن لم أجد قال فتعين الصانع وتصنع لأخرق قال أفرأيت إن لم أستطع قال تدع الناس من شرك فإنها صدقة تتصدق  بها على نفسك "

 

3909 - عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سئل رسول الله  صلى الله عليه وسلم

:"أي الأعمال أفضل قال الايمان بالله ورسوله فقيل ثم ماذا قال ثم الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال ثم حج مبرور ".

 

3910 - عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :

" أفضل العمل الصلاة لوقتها والجهاد في سبيل الله عز وجل "

 

3911 - ابو سعيد الخدري انه قيل يا رسول الله:" أي الناس أفضل فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله قالوا ثم من قال مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره "رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان .

 

3912 - سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول :"مثل المجاهد في سبيل الله - والله اعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم وتكفل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه فيدخله الجنة أو يرجعه سالما بما نال من أجر أو غنيمة" رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان .

 

3913 - أن أبا هريرة حدثه قال جاء رجل إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  فقال:" علمني عملا يعدل الجهاد قال :لا أجده هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجد  فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال: لا أستطيع ذاك قال أبو هريرة إن فرس المجاهد يستن في طوله فتكتب له حسنات .)أي الحبل الطويل يشد في وتد أو غيره والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعي ولا يذهب لوجهه).

 

3914 - عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله صلي الله عليه وسلم أخبرنا بما يعدل الجهاد في سبيل الله قال:" لا تستطيعونه" قالوا بلى يا رسول الله قال :"لا تستطيعونه" قالوا :بلى يا رسول الله قال: فما أدري قال لهم في الثالثه أو الرابعة:" مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القائم الصائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام وصلاة" رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير وزاد في آخره حتى يرجع المجاهد إلى أهله .

 

3915 - قال عبد الله بن مسعود سألت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أي العمل أفضل قال:" الصلاة على ميقاتها" قلت ثم أي قال:" ثم بر الوالدين" قال قلت ثم أي قال :"ثم الجهاد في سبيل الله "قال فسكت عني رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ولو استزدته لزادني"

 رواه البخاري في الصحيح .

 

حكى أبو عبد الله الحليمي رحمه الله عن أبي بكر محمد بن علي الشاشي الإمام رحمه الله في جمله ما خرج هذه الأخبار عليه القائل قد يقول خير الاشياء كذا لا يريد تفضيله في نفسه على جميع الأشياء ولكن على أنه خيرها في حال دون حال ولواحد دون آخر كما قد يتضرر واحد بكلام في غير موضعه فيقول ما شيء أفضل من السكوت أي حيث لا يحتاج إلى الكلام ثم قد يتضرر بالسكوت مرة فيقول ما شيء أفضل للمؤمن من أن يتكلم بما يعرفه فيجوز هذا الإطلاق كما جاز الأول ويقول القائل فلان أعقل الناس وأفضلهم يريد أنه من أعقلهم وأفضلهم وروى "خيركم خيركم لأهله" يعني أن من أحسن معاشرة أهله فهو أفضل الناس  وقيل" شراركم عزابكم" أي من أشراركم لأنه وإن كان صالحا فهو يعرض  نفسه للشر غير آمن من الفتنة وإلا فالفساق شر منهم وفي العزاب صالحون وروى" ما شيء أحق بطول سجن من لسان" وقد يكون الفاسق المفسد أحق بذلك منه وروى "ما شيء في الميزان أثقل من خلق حسن" ومعلوم أن الصلاة والجهاد أعلى منه وروى" خياركم ألينكم مناكب في الصلاة "وقد يوجد لين المناكب  فيمن غيره أفضل نفسا ودينا منه وإنما هو كلام عربي يطلق على الحال والوقت وعلى إلحاق الشيء المفضل بالأعمال الفاضلة وعلى أنه أفضل من كذا وكذا لا من كل شيء غيره ثم بسط الكلام في هذا إلى أن ذكر خبر بن مسعود في سؤاله رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عن أفضل الأعمال وقوله ثم ماذا فقال قد يخرج هذا على أنه لم يرد بحرف ثم الترتيب وإنما قيل ثم على معنى ثم ما الذي يحل محله فنحافظ عليه وقد قال الله تعالى :"فلا إقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات  وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة" ولم يكن ذلك على معنى تأخير الإيمان عن الاطعام وإنما كان على معنى أنه هلا فك  أو إطعام وكان مع ذلك من المؤمنين الذين هم أهل الصبر وأهل المرحمة فكذلك هذا والله أعلم .

 

3919 - عن أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال:" من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق " أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بن المبارك.

 

3920  - عن الأعمش عن عطاء يعني بن أبي رباح عن بن عمر قال سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول:" إذا ضن الناس الدينار والدرهم واتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله وتبايعوا بالعينة أنزل الله عليهم البلاء فلا يرفعه حتى يراجعوا دينهم" كذا قال عطاء يعني بن أبي رباح والتبايع بالعينة أن يأتي الرجل فيقول اشتر كذا وكذا وأنا اشتريه منك بربح كذا وكذا .

 

3921 -  عن معاذ بن جبل قال قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال :"بخ قد  سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي  الزكاة المفروضة أولا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه أما رأس الأمر فالإسلام من أسلم سلم وأما عموده فالصلاة وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله أولا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تكفر الخطيئة وقيام العبد من جوف الليل قال وتلا هذه الآية (  تتجافى جنوبهم عن المضاجع  )".

قال الحليمي رحمه الله ومعنى هذا والله أعلم أن الإسلام هو  الذي لا يصح شيء من العمل  إلا به وإذا  فات لم يبق معه عمل فهو كالرأس الذي لا يسلم شيء من الأعضاء إلا ببقائه فإذا فارق الجملة لم ينتفع بعده بشيء من الأعضاء وأما الصلاة فإنها عمود الأمر والأمر هو الدين لأن الإسلام لا ينفع ولا يثبت من غير الصلاة ولا يغني قبولها عن فعلها لأن الإسلام وحده لا يحقن الدم حتى يكون معه إقامة الصلاة وأما قوله ذروة سنامه الجهاد في سبيل الله فقد قيل معناه أي لا شيء من معالم الإسلام أشهر ولا أظهر منه فهو كذروة السنام التي لاشيء من البعير أعلى منه وعليه يقع بصر الناظر من بعد.

 

3922 - عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة أن رجلا قال يا رسول الله ائذن لي في السياحة فقال:" إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله ".

 

3924 -  عن الأزرق بن قيس قال سمعت عسعس بن سلامة يقول  أن النبي  صلى الله عليه وسلم  كان في سفر ففقد  رجلا من أصحابه فقال إني أردت أن أخلو بجبل وأتعبد قال:" فلا تفعله ولا يفعله أحدكم فلصبر ساعة في بعض مواطن الإسلام أفضل من عبادة ربه عز وجل  أربعين سنة خاليا ".(حديث مرسل)

 

3925 - عن أبي هريرة أن رجلا من أصحاب النبي  صلى الله عليه وسلم  مر بشعب فيه عينة ماء عذب فأعجبه طيبه فقال لو أقمت في هذا الشعب واعتزلت الناس والعمل قال حتى استأمر رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فذكر ذلك للنبي  صلى الله عليه وسلم  فقال:" لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في أهله ستين عاما ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة اغزوا في سبيل الله من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة ".

(فواق الناقة: مابين الحلبتين من الراحة).

 

3926 - عن عمران بن حصين أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال:" مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة رجل ستين سنة "

 

3928 -  عن أبي صالح مولى عثمان قال سمعت عثمان بن عفان في مسجد الخيف بمنى وحدثنا أنه سمع رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول:" يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه فلينظر كل امرئ لنفسه ".

 

والقصد من هذه الأخبار والله أعلم بيان تضعيف أجر الغزو على غيره وذلك يختلف باختلاف الناس في نياتهم وإخلاصهم ويختلف باختلاف الأوقات وموقع الجهاد في وقته ويحتمل أن يعبر عن التضعيف والتكثير مرة بالأربعين ومرة بالستين ومرة بما دونها ومرة بما فوقها قال الشيخ أبو بكر محمد بن علي الشاشي وكثير من نحو هذا يذكر بالسبعين كما قيل ما أضر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة يعني والمراد بالسبعين الكثرة لا عدد السبعين بعينه

 3930- قال أبو عبد الرحمن سمعت أبا هريرة يقول إن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال

:"حرم على عينين أن تنالهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر ".

 

3931 -  عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:" تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي وإيمانا بي وتصديقا برسولي فهو على ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم لونه دم وريحه مسك والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على أمتي  ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا ولكني لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل " أخرجه البخاري في الصحيح من حديث عبد الواحد بعضه عن مسدد وبعضه عن غيره ورواه مسلم عن زهير بن حرب عن جرير .

 

3933 -  نا الأوزاعي حدثني أبو مصبح  قال قيل لأبي عبد الله بأرض الروم يا أبا عبد الله ألا تركب فقال إني سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول :"من أغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل حرمهما الله على النار" قال وأصلح دابتي أستغني عن عشيرتي فما رؤي يوما أكثر ماشيا منه .

 

3934 - عن سلمان الأغر عن أبي هريرة قال أمر رسول الله  صلى الله عليه وسلم بسرية أن تخرج قالوا يا رسول الله أنخرج الليلة أم نمكث حتى نصبح قال:" أفلا تحبون أن تبيتوا في خراف الجنة" والخراف حديقة .

3935 - عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

:" لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد انهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهمم قالوا من يبلغ إخواننا أننا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا يتكلوا عند  الحرب فقال الله عز وجل  أنا ابلغهم عنكم قال فأنزل الله :( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء )  الآية ".

 

3936 - عن بن عباس قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم بكرة وعشيا ".

 

3937 - عن مسروق قال سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية  :( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون  )

قال أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال :" أرواحهم كطير خضر تسرح في الجنة في أيها شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش قال فبينما هم كذلك إذ اطلع عليهم ربك اطلاعة فقال سلوني ما شئتم قالوا يا ربنا ماذا نسألك ونحن في الجنة نسرح في أيها شئنا - قال غيرهما في هذا الحديث – فإذا رأوا أن لابد من أن يسالوا  - قالا  في حديثهما  -  قالوا نسألك أن ترد أرواحنا إلى أجسامنا  فنقاتل في سبيل الله "اخرجه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى عن ابي معاوية .

 

3938 -  عن أنس عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال :" ما من أهل الجنة أحد يسره أن يرجع إلى الدنيا وله عشر أمثالها إلا الشهيد فإنه يود أنه لو يرد إلى الدنيا عشر مرات فاستشهد لما رأى من الفضل"

3939 - عن أنس قال  قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" ما من نفس تخرج من الدنيا ولها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا ولها مثل الدنيا عشر مرات إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل في سبيل الله مرة أخرى أو قال عشر مرات لما يرى من الكرامة ".

 

3940 – عن عبد الله بن عمرو يقول قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" ما من غازية تغزوا في سبيل الله فيصيبون غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة وبقي  لهم الثلث فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم" أخرجه مسلم في الصحيح من حديث المقرئ .

 

3941 - عن سبرة بن أبي فاكه  قال سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول:

" إن الشيطان قعد لابن آدم في طرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال تسلم وتذر دينك ودين آبائك  فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال أتهاجر وتذر أرضك وسماك إنما مثل المهاجر كالفرس يعني في طوله فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال هو جهد النفس والمال تقاتل  فتقتل فتنكح  المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فمن فعل ذلك منهم فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو وقصته دابة كان حقا على الله أن يدخله الجنة "

 

3943 -  أن أبا مالك الأشعري قال سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول :"من فصل في سبيله الله فمات أو قتل فهو شهيد أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد وإن له الجنة ".

 

3944  - أن معاذ بن جبل حدثهم أنه سمع رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول:" من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة فقد وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقا ثم مات أو قتل فله اجر شهيد ".

 

3945 - عن معاذ بن جبل قال أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال :"من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة ومن سأل القتل من قلبه صادقا ثم مات أو قتل فله أجر شهيد ومن جرح جرحا أو نكب نكبة في سبيل الله جاء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران وريحها كالمسك ومن جرح جرحا في سبيل الله كان عليه طابع الشهداء ".

 

قال الحليمي رحمه الله والمعنى في الشهداء أنهم سواء بما بذلوا من أنفسهم في سبيل الله إيمانهم وصدقهم وإخلاصهم واستواء ظواهرهم وبواطنهم في طاعة الله عز وجل

 وأصل الشهادة التبيين قال الله عز وجل :" شهد الله" أي بين الله لعبادة أنه إلههم ولا إله غيره بما ألزم خلقه من دلائل الحدث ووضع في عقولهم من إدراكها والاستبصار بها وقيل الشهادة الشهود بينه كذلك  وقيل معنى الشهيد أنه يكون يوم القيامة بمنزلة الرسل فيشهد على غيره بمثل ما يشهد الرسول .

قال الله عز وجل:" وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم "  فالشهيد من تكون له شهادة وقال غير الحليمي الشهيد المقتول له معان:

 منها :أنه مشهود عليه بالجنة وتلقى الروح والريحان

 ومنها :أنه مشهود تشهده ملائكة الرحمة،

 ومنها: أن الشهيد بمعنى الشاهد أي أنه يشهد مشاهد  الجنة برحمة الله عز وجل .

 

3947 - عن قيس الجذامي قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" إن للقتيل عند الله ست خصال يغفر له خطيئته في أول دفقة من دمه ويجار من عذاب القبر ويحلى حلة الكرامة ويرى مقعده من الجنة ويؤمن من الفزع الأكبر ويزوج من الحور العين ".

 

3948 كثير بن مرة إلى قيس الجذامي حدثه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم

قال:" للقتيل عند الله ست خصال" فذكرهن غير انه قال :"حلة الايمان "

 

3949 -  عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال:" إن للشهيد عند الله عز وجل خصالا ، يغفر له في أول دفقة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى عليه حلة الإيمان ويزوج من الحور العين ويجار من عذاب القبر ويأمن يوم الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين إنسان من أقاربه ".

 

3951 - عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها" رواه مسلم في الصحيح عن القعنبي .

 

3952-  عن القعقاع بن اللجلاح  عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله  صلى الله عليه وسلم

يقول :"لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا، ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا ". صححه الألباني

 

3952 - عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول:" من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم رسولا وجبت له الجنة" قال أبو سعيد : فحمدت الله تعالى  وكبرت وسررت به فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:"  وأخرى يرفع الله بها في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أو أبعد  ما بين السماء والأرض" قال قلت وما ذاك يا رسول الله قال :" الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله"  وقد أخرجناه في كتاب السنن من حديث بن وهب عن أبي هانئ ومن ذلك الوجه أخرجه مسلم في الصحيح .

 

3954 - عن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم :"يقول إن أول ثلة يدخل الجنة الفقراء المهاجرين الذين يتقي بهم المكاره إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم يقض له حتى يموت وهي في صدره وإن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول أي عبادي الذين قاتلوا في سبيل الله وقتلوا أو أوذوا في سبيلي وجاهدوا في سبيلي أدخلوا الجنة فيدخلونها بغير حساب ولا عذاب فتأتي الملائكة فيقولون ربنا نحن نسبح لك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا فيقول الرب تبارك وتعالى هؤلاء الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ".

 

3955- عن عبد الله بن عمرو قال قال لي رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي" قلنا:الله ورسوله أعلم قال:" فقراء المهاجرين يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون فتقول لهم الخزنة أو قد حوسبتم قالوا بأي شيء تحاسبونا وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك قال فيفتح لهم فيقيلون فيها أربعين عاما قبل أن يدخلها الناس " صحيح الجامع الصغير  96  .

 

3956 -  عن عتبة بن عبد السلمي  وكان من أصحاب النبي صلى الله  عليه وسلم قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" القتلى ثلاثة : رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو وقاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد الممتحن في جنة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ، ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بماله ونفسه في سبيل الله حتى إذا لقي العدو وقاتل حتى يقتل فتلك مخمصة تحط من ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء الخطايا وأدخل من أي  أبواب الجنة شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض،  ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل في سبيل الله حتى يقتل فإن ذلك في النار إن السيف لا يمحو النفاق "

 

3958 - عن أبي موسى قال جاء رجل إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  فقال الرجل يقاتل للمغنم  والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في  سبيل الله قال:" من قاتل لتكون كلمة الله هي أعلى فهو في سبيل الله "رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجاه من حديث غندر عن شعبة .

 

3960 -  عن معاذ بن جبل أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال: " الغزو غزوان فأما من إبتغى وجه الله عز وجل  فأطاع الإمام وأنفق الكريمة وأجتنب الفساد كان  نومه ونبهه أجر كله وأما من غزى فخرا ورياء وسمعة عصى الإمام وأفسد فإنه لا يرجع بكفاف".

3962 -  عن أبي مسعود أن رجلا جاء إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  بناقة مزمومة صدقة يعني في سبيل الله فقال له رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" لك يوم القيامة بها سبعمائة ناقة مزمومة" أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة وغيره .

 

3963-  عن  خريم بن فاتك الاسدي عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال :"من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت سبعمائة ضعف "

 

3964- عن ابي يحيى خريم بن فاتك عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال:" الناس أربعة والأعمال ستة فموجبات ومثل بمثل وعشرة أضعاف وسبع مائة ضعف فمن مات كافرا وجبت له النار ومن مات مؤمنا وجبت له الجنة والعبد يعمل بالسيئة فلا يجزي إلا بمثلها العبد يهم بالحسنة فتكتب له حسنة والعبد يعمل بالحسنة فتكتب له عشرا والعبد ينفق النفقة في سبيل الله فيضاعف له سبعمائة ضعف والناس أربعة فموسع عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة وموسع عليه في الدنيا ومقتر عليه في الآخرة ومقتر عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة وشقي في الدنيا والآخرة ".

 

3973 - عن أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال :" ثلاثة كلهم حق على الله يعني عونه المجاهد في سبيل الله عز وجل  والناكح المستعف والمكاتب يريد الأداء ".

 

3977 عن خالد بن الدريك قال ذكر البلاء عند عطاء بن يزيد قال :"لا تخافوا البلاء ما جاهدتم عدوكم الذين أمركم الله بهم وما رفعتم الحدود إلى أئمتكم فحكموا فيها بما في كتاب الله وما حججتم بيت ربكم ".

 


ليست هناك تعليقات: