الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

مختصر شعب الإيمان للإمام البيهقي - 73- الإعراض عن اللغو

 


73 - الثالث والسبعون من شعب الإيمان

وهو باب في الإعراض عن اللغو

 

 قال الله عز وجل:( قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون)  و قال: ( والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما)

و قال : ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ).

قال : واللغو الباطل الذي لا يتصل بقيد صحيح، ولا يكون لقائله فيه فائدة ، وربما يكون وبالا عليه، ثم ينقسم فيكون منه أن يتكلم الرجل بما لا يعنيه من أمور الناس، فيفشي سرائرهم، ويهتك أستارهم، ويذكر أموالهم وأحوالهم من غير حاجة به إلى شيء من ذلك عادة سوء آلفها ، فلا يريد النزوح عنها ، ويكون منه الخوض فيما لا يحل من ذكر الفجار ، والفجور والملاهي،  ويكون منه الافتخار بالآباء الجاهلين، والتمدح بهم،  والذكر للمعاملات المبنية على الإستطالة،  ويكون منه خوض المبطلين في العقائد فيما عندهم، وتفضيلهم إياه على ما عند غيرهم بالدعاوي ، والتوسع في المقال من غير حجة ، ويكون منه إنشاد الأشعار المقولة في ضروب الأكاذيب ، وكل ما كان لغوا فينبغي أن لا يشتغل به قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "

 

 

10317-  عن حصين بن عقبة الفزاري قال : قال عبد الله: إن أكثر الناس ذنبا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل .

 

10318 – عن سيار قال: قيل للقمان ما حكمتك ؟ قال: لا أسأل عما قد كفيت، ولا أتكلف مالا يعنيني.

 

10319 - عن قتادة قال: كان يقال: لا يرى المسلم إلا في ثلاث: في مسجد يعمره، أو بيت يكنه، أو ابتغاء رزق من فضل ربه .

 

10320  - عن قتادة عن خليد بن عبد الله العصري قال : لا تلقى المؤمن إلا في ثلاث خصال بيت يستره، أو مسجد يعمره، أو طلب حاجة في الدنيا لا أثم بها.

 

10322 - عن سهل بن عبد الله يقول:  من بطر حرم اليقين ، ومن تكلم بما لا يعنيه حرم الصدق، ومن شغل جوارحه في غير طاعة الله حرم الورع،  فإذا حرم العبد هذه الثلاثة أشياء هلك، وهو مثبت في ديوان الأعداء .

 

10323 - عن مخراق مؤذن سعيد بن جبير قال سمعت أبا هريرة في مسجد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول: المجالس ثلاثة : فمنهم الغانم ومنهم السالم ومنهم الشاحب، فأما الغانم فعبد ذكر الله فذكره الله ، وأما السالم فعبد لم يمل على كتابه خيرا ولا شرا، وأما الشاحب فهو الذي يأخذ الباطل فيشحب نفسه .

10325-  قال الأحنف بن قيس : ثلاث في ما أقولهن إلا ليعتبر معتبر ما أتيت باب هؤلاء يعني السلطان إلا أن أدعى إليه، ولا دخلت بين إثنين حتى يكونا هما يدخلاني ، ولا ذكرت أحدا بعد أن يقوم من عندي إلا بخير.

 

10326-  ... حدثني مالك قال بلغني أن معاوية قال للأحنف بن قيس : بما سدت قومك وأنت لست بأنفسهم ولا أشرفهم؟  قال: إني لا أتناول - أو قال- لا أتكلف ما كفيت وأضيع ما وليت .

 

10327 - ... أبا عثمان الحناط يقول سمعت ذا النون يقول: من تكلف ما لا يعنيه ضيع ما يعنيه .

 

10328 - وبإسناده قال سمعت ذا النون يقول :من نظر في عيوب الناس عمي عن عيوب نفسه،  ومن عني بالنار والفردوس شغل عن القال والقيل، ومن هرب من الناس سلم من شرورهم، ومن شكر زيد .

 

10330 - عن الحسن قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه" قالوا كيف يذل نفسه؟  قال :"يتعرض للبلاء لما لا يقوم له" هكذا جاء مرسلا .

ورواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن جندب بن عبد الله عن حذيفة مرفوعا إلى النبي  صلى الله عليه وسلم 

 

 

 


ليست هناك تعليقات: