الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

مختصر شعب الإيمان للإمام البيهقي - 5 الإيمان بالقدر

 


5- الخامس من شعب الإيمان

وهو باب في أن القدر خيره وشره من الله عز وجل

 

 قال الله تعالى:" وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله"  .

وفي هذه الآية دلالة على أن قوله:" ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك" معناه ما أصابك من شيء يسرك من صحة بدن وظفر بعدو وسعة رزق ونحو ذلك فالله مبتديك بالإحسان به إليك وما أصابك من شيء يسوءك ويغمك فبكسب يدك لكن الله مع ذلك سائقه إليك والقاضي به عليك وهو كما قال في آية أخرى :"  وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "  وقد يكون فيما يسوءه جراحات تصيبه أو قتل أو أخذ مال أو هزيمة وقد أمر في الآية الأخرى بأن يقول فيها وفيما يصيبه من خلافها :"  قل كل من عند الله "  فدل أن ذلك كله بتقدير الله عز وجل غير أنه في الآية الأخرى أخبر أنه إنما يصيبه جزاء له بما جناه على نفسه بكسبه وليس ذلك بخلاف لما أمر به في الآية الأولى .

 

177 - عن يحيى بن يعمر قال:" كان أول من قال في القدر معبد الجهني بالبصرة قال: فانطلقنا حجاجا أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري فلما قدمنا المدينة وافقنا عبد الله بن عمر وهو في المسجد فقلت : يا أبا عبد الرحمن إن قبلنا ناسا يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم ويقولون لا قدر وإنما الأمر أنف قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر كله خيره وشره "

حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:" بينما نحن عند رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر سفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ثم قال يا محمد أخبرني عن الإيمان ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره قال صدقت "وذكر الحديث أخرجه مسلم في صحيحه من وجه آخر عن كهمس ، ورواه يزيد بن زريع عن كهمس وقال في الحديث:" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره حلوه ومره وبالبعث بعد الموت قال صدقت ".

 

179  - عن بن الديلمي قال:"  أتيت أبي بن كعب فقلت له : وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله جل ثناؤه أن يذهبه من قلبي فقال : لو أن الله جل ثناؤه عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما تقبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار قال : ثم لقيت بن مسعود فقال مثل ذلك ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي  صلى الله عليه وسلم  مثل ذلك" .

 

وقد روينا عن عبادة بن الصامت وغيره في كيفية الإيمان بالقدر نحو ذلك.

 وفي ذلك بيان أن المراد بالحديث الأول أن كل مقدور فالله قادره وأن الخير والشر وإن كانا ضدين فإن قادرهما واحد وليس قادر الشر غير قادر الخير كما تقوله الثنوية فإذا ثبت أن الإيمان بالقدر شعبة من شعب الإيمان فقد دل الكتاب ثم السنة على أن الله تعالى علم في الأزل ما يكون من عباده من خير وشر ثم أمر القلم فجرى في اللوح المحفوظ بما علم قال الله تعالى  :" وكل شيء أحصيناه في إمام مبين  "

 وقال :" ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها "

وقال :"  كان ذلك في الكتاب مسطورا "

  وروينا عن عمران بن حصين عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال:" كان الله ولم يكن شيء غيره وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والأرض ".

ثم إن الله جل ثناؤه خلق الخلق على ما علم منهم وعلى ما قدره عليهم قال الله تعالى :"  إنا كل شيء خلقناه بقدر "  أي بحسب ما قدرناه قبل أن نخلقه فجرى الخلق على علمه وكتابه والسبب في نزول هذه

 

180 - ما أخبرنا محمد بن عباد المخزومي عن أبي هريرة قال :" كان مشركو قريش عند رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يخالفونه في القدر فنزلت هذه الآية :(  إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) .

أخرجه مسلم في الصحيح من حديث سفيان .

 

181  - عن طاوس سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" احتج آدم موسى فقال موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا أخرجتنا من الجنة فقال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة أتلومني على أمر قدره الله تعالى علي قبل أن يخلقني قال فحج آدم موسى فحج آدم موسى " أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث سفيان بن عيينة .

 

وفي هذا دليل على تقدم علم الله عز وجل بما يكون من أفعال العباد وصدورها عن تقدير منه وأنه ليس لأحد من الآدميين أن يلوم أحدا على القدر المقدر الذي لا مدفع له إلا على جهة التحذير للوقوع في المعصية ولم يكن قول موسى بعد خروج آدم من دار الدنيا في وقت يكون للتحذير فيه معنى فصار بما عارضه به آدم محجوجا بقضية المصطفى  صلى الله عليه وسلم  والله أعلم .

 

182  - عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال :"كنا في جنازة فلما انتهينا إلى بقيع الغرقد قعد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وقعدنا حوله فأخذ عودا فنكت به في الأرض ثم رفع رأسه فقال : ما منكم من نفس منفوسة إلا وقد علم مكانها من الجنة والنار وشقية أم سعيدة قال :فقال رجل من القوم: يا رسول الله ألا ندع العمل ونتكل على كتابنا فمن كان منا من أهل السعادة صار إلى السعادة ومن كان من أهل الشقوة صار إلى الشقاء قال : فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  اعملوا فكل ميسر فمن كان من أهل الشقوة ييسر لعملها ومن كان من أهل السعادة ييسر لعملها ثم قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  (  فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) " رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وأخرجه البخاري من حديث جرير بن عبد الحميد عن منصور ومن حديث الأعمش عن سعد

 

183  - عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدئلي قال: قال لي عمران بن حصين:" أرأيت ما يعمل الناس ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون به مما آتاهم به نبيهم وثبتت عليهم به الحجة؟  قال:  لا بل شيء قضى عليهم قال: فهل يكون ذلك ظلما؟  قال : ففزعت من ذلك فزعا شديدا وقلت: ليس شيئا إلا وهو خلق الله وملكه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال : فقال لي:  يرحمك الله إني والله ما سألتك إلا لأحزر عقلك إن رجلين أو قال رجل من مزينة أتى النبي  صلى الله عليه وسلم  فقال : أرأيت ما يعملون( ويكدح) الناس فيه اليوم فيه شيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة؟  قال : لا بل شيء قضى عليهم ومضى عليهم قال : وفيما نعمل إذا؟

 قال : من كان خلقه الله لواحدة من المنزلتين فييسره لها وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل( ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها )

رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن عثمان بن عمر.

 

 وفي هذا والذي قبله دلالة على أن العبد إنما ييسر لما خلق له وأن التيسير إنما هو بحق الملك ولا (يسأل عما يفعل وهم يسألون) ويشبه أن يكونوا إنما تعبدوا بهذا النوع من التعبد ليتعلق خوفهم بالباطن المغيب عنهم فلا يتكلوا على ما يظهر من أعمالهم ورجاءهم بالظاهر البادي لهم فيرجوا به حسن أحوالهم والخوف والرجاء مدرجا العبودية فيستكملوا بذلك صفة الإيمان وفي مثل هذا المعنى حديث عبد الله بن مسعود عن النبي  صلى الله عليه وسلم 

 

184  - عن زيد بن وهب عن عبد الله قال حدثنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وهو الصادق المصدوق:" إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث إليه الملك فينفخ فيه الروح ثم يؤمر بأربع: بكتب رزقه وعمله وأجله وشقي هو أم سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب،  فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها " رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن أبي معاوية.

 وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الأعمش.

 

 قال البيهقي رحمه الله : وفي الحديث دلالة على أن الاعتبار بما يختم عليه عمله وإنه إنما يختم بما سبق كتابه وفي ذلك كله دلالة على أن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء وأن أعمال عباده مخلوقة له مكتسبة للعباد ومما دل عليه قوله عز وجل  :" والله خلقكم وما تعملون " 

 

وقال الله  :" خالق كل شيء "  وقال :"خلق السماوات والأرض وما بينهما " وأفعال الخلق بينهما ولا يتناول ذلك شيئا من صفات ذاته لأن صفات ذاته ليست بأغيار له فلا يتناولها كما لا يتناول ذاته وقال :"هل من خالق غير الله " كما قال :"  من إله غير الله  "  فكما لا إله إلا هو كذلك لا خالق إلا هو وقال :" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون"  وهذه الآية كما هي حجة في الهداية والإضلال فهي حجة في خلق الهداية والضلال لأنه قال:( يشرح) و(يجعل) وذلك يوجب الفعل والخلق والآيات في هذا المعنى كثيرة .

 

وروينا عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه قال :"اعملوا فكل ميسر لما خلق له "

وعن حذيفة بن اليمان عن النبي  صلى الله عليه وسلم :" إن الله خالق كل صانع وصنعته ".

 

187 - عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: 

"إن الله صانع كل صانع وصنعته ".

 

 

189  - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عثمان الخياط يقول سمعت ذا النون يقول :"ثلاثة من علامات التوفيق : الوقوع في أعمال البر بلا استعداد له ، والسلامة من الذنب مع الميل إليه وقلة الهرب منه،  واستخراج الدعاء والابتهال وثلاثة من علامات الخذلان : الوقوع في الذنب مع الهرب منه ، والامتناع من الخير مع الاستعداد له،  وانغلاق باب الدعاء والتضرع ".

 

ومما يحق معرفته في هذا الباب أن الله عز وجل لا يجب عليه شيء ، ولا علة لصنعه

 فالله عز وجل فعال لما يريد لا علة لفعله ولا معقب لحكمه وأنه علم في الأزل ما يكون من الحوادث بخلقه فقدره على ما لم يزل عالما به ثم خلقه على ما قدره فلا تبديل لحكمه ولا مرد لقضائه.

 وفي الإيمان به وجوب التبري من الحول والقوة إلا إليه

والاستسلام للقضاء والقدر بالقلب واللسان أما بالقلب بأن لا يبطر ولا يأشر مما يجري به القضاء مما يوافقه ولا يأسف ولا يحزن لما يأتي به القضاء مما لا يوافقه،  وأما باللسان فهو أن لا يفتخر بما يعجبه على غيره ولا ينسب ذلك إلى سبب يكون مرجعه إلى نفسه ولا يتضجر مما يسوءه فعل من يشكو أحدا أو ينسبه إلى ظلم أصابه من قبله لكن يضيف الأمرين إلى الله جل ثناؤه

 

وينسبهما إلى فضله وقدره ويذعن ويستسلم لما يكرهه ويحمد الله على ما يسره.

 

191  - عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شر فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا قل قدر الله وما شاء الله فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم في الصحيح عن بن نمير.

 وروينا عن أنس بن مالك قال:" خدمت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عشر سنين  فما أرسلني في حاجة قط فلم تتهيأ إلا قال : لو قضى الله كان ولو قدر كان ".

 

192  - عن بن عباس قال:" كنت رديف رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال: يا غلام أو يا غليم احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا على ذلك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك قضي القضاء وجفت الأقلام وطويت الصحف " .

 

وروينا في دعاء النبي  صلى الله عليه وسلم :" اللهم إني أسألك الصحة والعفة والأمانة وحسن الخلق والرضى بالقدر " وفي حديث آخر" وأسألك الرضى بعد القضاء" .

 

195 - عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول :" ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ".

ثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد بهذا الحديث أخرجه مسلم في الصحيح عن عبد العزيز

 

197-  عن العلاء عن أبي وائل عن عبد الله(ابن مسعود) قال:" أد ما أفترض الله عليك تكن من أعبد الناس واجتنب ما حرم عليك تكن من أورع الناس وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس" .

 

201  - عن أبي وائل قال: قال عبد الله :" يستخير أحدكم فيقول اللهم خر لي فيخير الله له فلا يرضى ولكن ليقل اللهم خر لي برحمتك وعافيتك ويقول اللهم اقض لي بالحسنى، ومن القضاء بالحسنى قطع اليد والرجل وذهاب المال والولد ولكن ليقل اللهم اقض لي بالحسنى في يسر منك وعافية ".(إسناده حسن)

 

202 - عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول :" إذا أراد أحدكم أمرا فليقل اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان كذا وكذا للأمر الذي يريد خيرا لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري وإلا فاصرفه عني واصرفني عنه ثم اقدر لي الخير اين كان ولا حول ولا قوة إلا بالله ".

 

204- عن بن مسعود عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه قال :" لا ترضين أحدا بسخط الله، ولا تحمدن أحدا على فضل الله،  ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله ، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص ولا يرده عنك كره كاره،  وإن الله عز وجل بقسطه وعدله جعل الروح والراحة والفرح في الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن في السخط والشك.

 

وأما الموقوف      

205  - قال بن مسعود :" الرضا أن لا ترضي الناس بسخط الله، ولا تحمد أحدا على رزق الله ، ولا تلم أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره، والله بقسطه وعلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط ".

 

 

210  - عن مسروق قال قال عبد الله :" لا يؤمن العبد حتى يؤمن بالقدر يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ولأن أعض على جمرة حتى تطفىء أحب إلي من أن أقول لأمر قدره الله ليته لم يكن ".

 

211 -  عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال :" إن لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ". (إسناده حسن)

 

212 - الحسن بن محمد بن إسحاق قال : سمعت سعيد بن عثمان الخياط يقول سمعت ذا النون:

" يقول من وثق بالمقادير لم يغتم ".

 

215  - حدثني عبيد الله بن شميط بن عجلان عن أبيه عن الحسن قال:" يصبح المؤمن حزينا ويمسي حزينا ينقلب في النوم ويكفيه ما يكفي العنيزة ".( إسناده حسن).

 

225  -  حدثنا يحيى بن سعيد قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول :"ما أصبح لي هوى في شيء سوى ما قضى الله عز وجل "..

 

226  - عن شعبة قال :قال لي يونس بن عبيد: ما تمنيت شيئا قط

 

227 -  إبراهيم بن الأشعث يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول الراضي لا شيء فوق منزلته

 

 

229  - ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول أجل العبادة عندي ثلاثة:

 لا ترد من أحكامه شيئا ، ولا تسأل غيره حاجة، ولا تدخر عنه شيئا .

 

 

234 -  عن عكرمة عن بن عباس في قوله:"  لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم"

 قال: ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ولكن إذا أصابته مصيبة جعلها صبرا فإن أصابه خير جعله شكرا .

 

قال البيهقي رحمه الله: وهذا يؤكد قول الحليمي رحمه الله في هذه الآية: أن المراد بالحزن التسخط والتفجر والمراد بالفرح فرح التبذخ والتكبر

 

236  - عن حجر بن قيس المدري قال :بت عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسمعته وهو يصلي من الليل يقرأ فمر بهذه الآية:" أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون " قال بل أنت يا رب ثلاثا ثم قرأ :" أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون " قال بل أنت يا رب أنت يا رب بل أنت يا رب ثم قرأ :" أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون"  قال بل أنت يا رب ثلاثا ثم قرأ :" أفرأيتم النار الذي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون" قال بل أنت يا رب ثلاثا .

 

239- وقال سهل ما نظر أحد إلى نفسه فأفلح ولا ادعى لنفسه حالا فتم له ، والسعيد من الخلق من صرف بصره عن أفعاله وأقواله وفتح له سبيل الفضل والأفضال ورؤية منة الله عليه في جميع الأفعال ، والشقي من زين في عينه أفعاله وأقواله فافتخر بها وادعاها لنفسه فسوف تهلكه يوما فإن لم تهلكه في الوقت ألا ترى الله عز وجل كيف حكى عن قارون قوله : ( إنما أؤتيته على علم عندي ) نسي الفضل وادعى لنفسه فضلا فخسف الله به ظاهرا وكم قد خسف بالأشرار وأصحابها لا يشعرون بذلك وخسف الأشرار هو منع العصمة والرد إلى الحول والقوة وإطلاق اللسان بالدعاوي العريضة والعمى عن رؤية الفضل والقعود عن القيام بالشكر على ما أولي وأعطي حينئذ يكون وقت الزوال .

 

 

243  - أنشدنا أبو عبد الله الحافظ أنشدني أبو محمد الحسين بن علي العلوي الشهيد أنشدني المثنى

 لنفسه:

وبعين مفتقر إليك رأيتني             فهجرتني ونزلت بي من حانق 

لست الملوم أنا الملوم لأنني          أنزلت حاجاتي بغير الخالق 

 

244 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الماموني يقول سمعت أبا عمر الزاهد ينشد للشافعي رحمه الله  :

وإذا سمعت بأن مجدودا حوى     عودا فأثمر في يديه فصدق 

وإذا سمعت بأن محروما أتى       ماء ليشربه فغاض فحقق 

ومن الدليل على القضاء وكونه    بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق 

 

253  - قال وأنشدني أبو الفوارس جنيد بن أحمد الطبري 

 

العبد ذو ضجر والرب ذو قدر       والدهر ذو دول والرزق مقسوم 

والخير أجمع فيما اختار خالقنا       وفي اختيار سواه اللوم والشوم


ليست هناك تعليقات: