45
الخامس
والأربعون من شعب الإيمان
وهو باب في إخلاص العمل لله عز وجل وترك الرياء
قال الله
عز وجل :( وما أمروا إلا ليعبدوا الله
مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) .
وقال :
( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها
وما له في الآخرة من نصيب ).
وقال :
( وما آتيتم من ربا ليربو في أموال
الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون
).
وقال : ( وسيجنبها الأتقى الذي
يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى
).
وجاء عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:" إنما أردت أن يقال فلان كذا، فقد قيل ذلك، اذهبوا
به إلى النار "
6387 - عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول:"
إن أول الناس يقضي فيه يوم القيامة: رجل
استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، فقال
ما عملت فيها ؟ قال : قاتلت في سبيلك حتى استشهدت ، قال : كذبت إنما أردت أن يقال فلان
جريء، فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وقراءة القرآن فأتي به فعرفه
نعمه فقال ما عملت فيها ؟ قال: تعلمت العلم وقرأت القرآن وعلمته فيك قال : كذبت
إنما أردت أن يقال فلان عالم وفلان قارئ، فقد قيل، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل أتاه الله من أنواع المال فأتي به فعرفه
نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها ؟ قال: ما تركت من شيء تحب أن أنفق فيه إلا أنفقت
فيه لك، قال : كذبت إنما أردت أن يقال
فلان جواد ، فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار". أخرجه مسلم
من حديث بن جريج
6392 - عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" أصدق بيت قالته العرب : ألا كل
شيء ما خلا الله باطل".
مخرج في
الصحيح من حديث شعبة.
6396 - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إن الله سبحانه يقول أنا أغنى
الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء، وهو للذي عمله".
رواه
مسلم.
6400 - عن
بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :" من سمع سمع الله به، ومن راءي راءي الله به " رواه مسلم
في الصحيح عن عمر بن حفص .
6419 - عن
عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :" إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله
ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه"
روياه عن
القعنبي عن مالك .
6423 - عن عدي بن حاتم قال :قلت يا رسول الله إن
أبي كان يقري الضيف ، ويحب الضيافة ، ويذكر أشياء من مكارم الأخلاق، قال:" إن أباك أراد أمرا فأدركه "
قال : سماك بن حرب يقول الذكر .
6425 - عن يعلى بن شداد بن أوس أنه حدثه عن أبيه قال : كنا
على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم نعد الشرك الأصغر الرياء .
6439 - عن سعيد بن جبير :( ولا يشرك بعبادة
ربه أحدا )
قال: لا
يرائي.
6449 - عن مجاهد:( وتبتل إليه تبتيلا )
قال :أخلص إليه إخلاصا.
6467 -
عن بن الفرجي قال: الإخلاص فيه ثلاثة أقاويل: أحدها صدق القلب في طلب الثواب، والثاني إرادة إخراج العمل من كل شبهة ، والثالث
لا يحب حمد المخلوقين ولا ذمهم .
6468 -
عن سهل قال: نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا
أن يكون حركاته وسكونه في سره وعلانيته لله وحده لا شريك له، لا يمازجه شيء نفس ولا هوى ولا دنيا .
6469 - عن الفضيل قال: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل
الناس شرك ، والإخلاص أن يعافيك الله عنهما .
6475 – عن أبي عثمان سعيد بن إسماعيل قال: صدق الإخلاص
نسيان رؤية الخلق لدوام النظر إلى الخالق، والإخلاص أن تريد بقلبك وبعملك وفعلك رضا الله
تعالى خوفا من سخط الله، كأنك تراه بحقيقة علمك بأنه يراك، حتى يذهب الرياء عن قلبك، ثم تذكر منة الله عليك إذا وفقك لذلك العمل، حتى يذهب العجب من قلبك ، وتستعمل الرفق في عملك،
حتى تذهب العجلة من قلبك، وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :" ما جعل الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه ".
قال أبو عثمان : والعجلة اتباع الهوى، والرفق اتباع السنة ، فإذا فرغت من عملك وجل
قلبك خوفا من الله أن يرد عليك عملك فلا يقبله منك، قال الله تعالى:( والذين يؤتون ما آتوا
وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون )
ومن جمع هذه الخصال الأربعة كان مخلصا في عمله إن
شاء الله.
6486 - عن
الربيع بن خيثم قال :كل ما لا يبتغى به وجه الله فهو يضمحل.
6490 – عن سفيان الثوري في قوله :( كل شيء هالك إلا وجهه)
قال: ما أريد به وجهه .
6498 - عن هلال بن يسار قال: قال عيسى بن مريم عليه
السلام: إذا كان يوم يصوم أحدكم فليدهن لحيته ، ويمسح شفتيه ، وليخرج إلى الناس
حتى كأنه ليس بصائم ، فإذا أعطى بيمينه فليخفه بشماله ، وإذا صلى أحدكم فليدل ستر
بابه، قال أبو أسامة : يعني يرخيه، قال
الله تعالى يقسم الثناء كما يقسم الرزق.
6505 - قال ذا النون : لم أر شيئا أبعث لطلب
الإخلاص من الوحدة ، لأنه إذا خلا لم ير غير الله ، وإذا لم ير غير الله لم يحركه
إلا حكم الله ، ومن أحب الخلوة فقد تعلق بعمود الإخلاص، واستمسك بركن كبير من
أركان الصدق.
6517 - قال أحمد بن أبي الحواري: قلت لأبي سليمان:
صليت صلاة في خلوة فوجدت لها لذة، قال وأي شيء ألذك فيها ؟ قلت : حيث لم يرني أحد،
قال إنك لضعيف حيث خطر بقلبك ذكر الخلق .
6556 - عن
مالك بن دينار قال :مثل قراء هذا الزمان مثل رجل نصب فخا فوقع عصفور في فخه، فقال :
ما لي أراك متغيبا في التراب؟ فقال: التواضع، قال :فلم حنيت ظهرك؟ قال : من طول العبادة ، قال
: فما هذه الحبة المنصوبة فيك؟ قال: أعددتها للصائمين، فلما نسي تناول الحبة فوقع الفخ على عنقه فخنقته،
فقال العصفور : إن كان العباد يخنقون خنقك فلا خير في العباد اليوم. إسناده ضعيف.
6557 - عن محمد بن كعب قال: جاءه رجل قال إنما في
بعض الكتب: أن لله عبادا ألسنتهم أحلى من
العسل، وقلوبهم أمر من الصبر، يلبسون
للناس مسوك الضأن من اللين، يحتلبون
الدنيا بالدين، قال الله تعالى: أعلي يجترئون، وبي يغترون، بعزتي لأتيحن
لهم فتنة تدع الحليم فيها حيران.
فقال
محمد بن كعب :هذا في كتاب الله عز وجل :( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة
الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ) إسناده ليس بالقوي.
6957 أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو محمد
عبدالخالق بن الحسن المعلم نا إسحاق بن الحسن الحربي نا أبو نعيم نا جعفر بن برقان
أخبرني أبو راشد حدثني وهب بن منبه قال أجد في كتاب الله المنزل أناسا يدينون بغير
العبادة يحتلبون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون للناس مسوك الضأن قلوبهم كقلوب الذئاب
وألسنتهم أحلى من العسل وأنفسهم أمر من الصبر فبي يغترون وإياي يجترئون أقسمت
لأبعثن عليهم فتنة أترك الحليم فيها حيران .
6560 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثر منافقي أمتي قراؤها " قال
الشيخ الألباني
صحيح
6569 -
قال سفيان الثوري : يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم لا تزيدوا الخشوع على ما في
القلب، فقد وضح الطريق، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ،ولا تكونوا عيالا على
المسلمين .
6570 -محمد
بن زياد الأعرابي يقول: قال بعض الحكماء : خوفوا المؤمنين بالله ، وخوفوا
المنافقين بالسلطان ، والمرائين بالناس .
6577 - خرج
الضحاك بن قيس فاستسقى بالناس ولم يمطروا ولم يروا سحابا قال الضحاك :أين يزيد بن
الأسود؟ فقال: هذا أنا قال قم فاستشفع لنا
إلى الله عز وجل أن يسقينا، فقام ، فعطف برأسه على منكبيه، وحسر عن ذراعيه، فقال: اللهم إن عبادك هؤلاء استشفعوا بي إليك
فما دعا إلا ثلاثا حتى أمطروا مطرا كادوا يغرقون منه ، ثم قال: إن هذا شهرني
فأرحني فما لبث بعد ذلك إلا جمعة حتى مات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق