28 - الثامن والعشرون من شعب الإيمان
وهو باب في الثبات للعدو وترك الفرار من الزحف
قال الله
عز وجل :" يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا
لعلكم تفلحون " وقال : " يا أيها الذين امنوا إذا لقيتم الذين
كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا
إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير" وقال : " يا أيها النبي حرض المؤمنين
على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا
من الذين كفروا "
ثم نسخ
هذا فقال :" الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة
صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله " ففرض
الثبات للمثل والمثلين وحرم بالآية التي قبلها الفرار والمراد به بدلالة هذه الآية
من المثل والمثلين إلا أن يكون متحرفا لقتال.
وذلك بأن
يكون انصرافهم لمكيدة من مكائد الحرب نحو أن يروهم أنهم قد انهزموا ليتفرق العدو
ثم يكروا عليهم أو ليكونوا عند التحرف أمكن للقتال أو متحيزا إلى فئة وذلك بأن
يكون وراءهم فئة يريدون أن يتحيزوا إليهم فيتقووا بهم ثم يكروا على العدو .
3999 - عن
سالم أبي النضر أن عبد الله بن أبي أوفى كتب إليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا
الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف " رواه
البخاري
في الصحيح عن عبد ا لله بن محمد عن معاوية بن عمر.
4000 - عن
أبي الغيث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال :" اجتنبوا
السبع الموبقات" قيل يارسول الله وما هن قال :"الشرك بالله
والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي
يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات " رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن
سعيد.
وأخرجه
البخاري عن عبد العزيز الأويسي عن سليمان .
4001 - عن عمرو بن دينار قال قال بن عباس كتب
عليهم أن لا يفر عشرون من مائتين ثم قال:" الآن خفف الله عنكم وعلم أن
فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين " فكتب عليهم أن لا يفر
مائة من مائتين قال سفيان: لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف مؤمن قد
روينا هذا الكلام من وجه آخر مرفوعا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم والحديث الذي
رويناه عن بن عباس أخرجه البخاري في الصحيح من حديث بن عيينة .
4003 - عن نعيم بن أبي هند قال قال رجل يوم
القادسية اللهم أن حدبة سوداء بذيئة سوداء - يعني امرأته -فزوجني اليوم مكانها من
الحور العين فمروا عليه وهو معانق فارسا فذكر من عظمه وهو يتلوا هذه الآية :" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا
الله عليه " حتى أتم الآية فماتا
جميعا .
4004 - عن
حميد بن عبد الرحمن الحميري أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له حممة جاء إلى أصبهان في خلافه عمر فقال
اللهم إن حممة يزعم أنه يحب لقاءك فإن كان حممة صادقا فيما يقول فاعزم له على صدقة
وإن كان كاذبا فاعزم له عليه اللهم لا ترد حممة من سفره هذه فأخذه بطنه فمات
بأصبهان فقام أبو موسى الأشعري فقال يا أيها الناس إنا والله ما سمعنا فيما سمعنا
من نبيكم صلى الله عليه وسلم ولا فيما بلغ علمنا الا أن حممة مات شهيدا .
4006 - عن
البراء قال أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم رجل متقنع في الحديد فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم
فقال :" لا بل أسلم ثم قاتل " فأسلم فقاتل ثم قتل فقال هذا عمل
قليلا وأجر كثيرا أخرجاه في الصحيح .
4007 - عن
أبي هريرة أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه فجاء
يوم أحد فقال اين بنو عمي قالوا بأحد قال أين فلان قال بأحد قال أين فلان قالوا
بأحد فلبس لأمته وركب فرسه ثم توجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا إليك عنا يا
عمرو فقال إني آمنت فقاتل حتى جرح فحمل إلى أهله جريحا فجاءه سعد بن معاذ قال لأخته
سليه حمية لقومك أو غضبا لهم أم غضبا لله عز وجل، قال بل غضبا لله ورسوله فمات
ودخل الجنة وما صلى لله صلاة .
4008 - عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو
فرفع الأعرابي ناحية من الخباء فقال من القوم فقيل له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
يريدون الغزو فقال هل من عرض الدنيا يصيبون قيل له نعم يصيبون الغنائم ثم
تقسم بين المسلمين فعمد إلى بكر له فاعتقله وسار معهم فجعل يدنو ببكره إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وجعل أصحابه يذودون بكره عنه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم :" دعوا
النجدي فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة " قال فلقوا العدو فاستشهد
فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فقعد عند رأسه مستبشرا أو قال مسرورا
يضحك ثم أعرض عنه فقلنا يا رسول الله
رأيناك مستبشرا تضحك ثم أعرضت عنه فقال :" أما ما رأيتم من استبشاري أو
قال سروري فلما رأيت من كرامة روحه على الله تعالى وأما إعراضي عنه فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه ".
4013 - نا عبد الله بن سنان قال كنت مع بن
المبارك والمعتمر بن سليمان بطرطوس فصاح الناس النفير النفير قال فخرج بن المبارك
والمعتمر وخرج الناس فلما اصطف المسلمون والعدو خرج رجل من الروم يطلب البراز فخرج
إليه مسلم فشد العلج على المسلم فقتل المسلم حتى قتل من المسلمين مبارزة فجعل
يتبختر بين الصفين بطلب المبارزة لا يخرج إليه أحد قال فالتفت إلى بن المبارك فقال
يا عبد الله إن حدث بي حادث الموت فافعل كذا قال وحرك دابته وخرج العلج فعالج معه
ساعة فقتل العلج ثم طلب المبارزة فخرج إليه علج آخر فقتله حتى قتل ستة من العلوج
مبارزة ثم طلب البراز فكأنهم كاعوا عنه فضرب دابته ونظر بين الصفين وغاب فلم أشعر
بشيء إذا أنا بابن المبارك في الموضع الذي
كان فقال لي يا عبد الله لئن حدثت بهذا أحدا وأنا حي فذكر كلمة قال فما حدثت به
أحدا وهوحي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق