43 - الثالث
والأربعون من شعب الإيمان
وهو باب في الحث على ترك الغل والحسد
قال:
والحسد الاغتمام بالنعمة يراها لأخيه المسلم، والتمني لزوالها عنه، ثم قد يتمنى مع هذا أن
تكون تلك النعمة له دونه، والغل إضمار السوء، وإرادة الشر به من غير أن يكون
مظلوما من جهته ، وقد أمر الله عز وجل نبيه
صلى الله عليه وسلم أن يعوذ به من
شر حاسد فقال:
( ومن
شر حاسد إذا حسد ) .
وذم اليهود على حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين فقال: ( أم يحسدون الناس على ما
آتاهم الله من فضله ) .
فالحسد مذموم، والحاسد غير الغابط ، لأن الحاسد من لا يحب
الخير لغيره ، ويتمنى زواله عنه والغابط من يتمنى أن يكون له من الخير مثل ما
لغيره، والحاسد يعتبر إحسان الله تعالى إلى أخيه المسلم إساءة إليه وهذا جهل منه،
لأن الإحسان الواقع بمكان أخيه لا يضره شيئا فإن ما عند الله واسع ، وقد يكون
الحاسد متسخطا لقضاء الله، وذلك يدنيه من
الكفر لولا أنه تأول فيقول: إنما أكره الغم الذي بي فيما آتاه الله لا القضاء نفسه.
والذي
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا حسد إلا في اثنتين رجل
آتاه الله علما فهو يعلمه الناس، ورجل
آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل والنهار ".
و يحتمل أن يكون المراد به الغبط فسماه حسدا لأنه
يقرب منه وإن لم يكن به .
وحكي صاحب الغريب عن ثعلب أنه قال: في هذا الحديث
" لا حسد" أي لا حسد لا يضرإلا في اثنتين.
6179 - عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا
تقاطعوا ، وكونوا عباد الله إخوانا ".
رواه
مسلم في الصحيح
6180 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قلنا يا رسول
الله من خير الناس؟ قال:" ذو القلب المخموم واللسان الصادق" قلنا:
فقد عرفنا الصادق فما ذو القلب المخموم؟ قال :"هو التقي النقي الذي لا إثم
فيه ولا حسد" قلنا: فمن على أثره ؟ قال :"الذي يشنأ الدنيا ويحب
الآخرة "قالوا : ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن على أثره؟ قال :"مؤمن في خلق حسن
" قالوا: أما هذه فإنها فينا .
صحيح (صحيح الترغيب 2889, السلسلة الصحيحة 948,
6181 - عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك قال :كنا
جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل
الجنة ".
قال: فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه،
وقد علق نعليه في يده الشمال، فسلم، فلما كان من الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل على مثل مرته الأولى،
فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله
عليه وسلم مثل مقالته أيضا ، فطلع ذلك
الرجل على مثل حالته الأولى، فلما قام النبي
صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله
بن عمرو بن العاص، فقال : إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا ، فإن رأيت
أن تؤويني إليك حتى يمضي الثلاث فعلت، فقال:
نعم
قال أنس :وكان عبد الله - يعني بن عمرو - يحدث أنه بات معه ثلاث ليال، قال:
فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار من الليل وتقلب على فراشه ذكر الله،
وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر غير أنه إذا تعار من الليل لا يقول إلا خيرا، قال: فلما
مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلتُ: يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي غضب
ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول ثلاث مرات :" يطلع
الآن عليكم رجل من أهل الجنة " فطلعت أنت الثلاث مرات، فأردت أن آوي إليك،
فأنظر ما عملك، فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلي الله
عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت ، قال: فانصرفت عنه فلما وليت دعاني فقال : ما
هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشا ، ولا أحسده على
خير أعطاه الله إياه.
فقال عبد
الله: فهذه التي بلغت بك وهي التي لا تطاق. ( رجاله ثقات)
قال
الشيخ :هكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني أنس.
ورواه بن
المبارك عن معمر فقال عن الزهري عن أنس
ورواه
شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كما
6182 - ...
عن الزهري قال حدثني من لا أتهم عن أنس بن مالك أنه قال: بينما نحن عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم ... فذكر الحديث بنحوه غير أنه قال:" فإذا
توضأ أسبغ الوضوء وأتم الصلاة ثم أصبح مفطرا".
قال عبد
الله بن عمرو : فرمقته ثلاثة أيام وثلاث ليال لا يزيد على ذلك غير أني لا أسمعه
يقول إلا خيرا ، وذكر الحديث ثم قال في آخره : ما هي إلا ما رأيت غير أني لا أجد
في نفسي سوءا لأحد من المسلمين، ولا أقوله،
ولا أحسده خيرا أعطاه الله إياه قال : فقلت
: هؤلاء اللاتي بلغن بك وهي التي لا أطيق. (إسناده جيد).
وكذلك
رواه عقيل بن خالد عن الزهري في الإسناد غير أنه قال في متنه :فطلع سعد بن أبي
وقاص لم يقل رجل من الأنصار
6185 - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يجتمع في جوف عبد مؤمن غبار
في سبيل الله، وفيح جهنم ، ولا يجتمع في جوف عبد مؤمن الإيمان والحسد "
إسناده حسن وصححه الألباني(صحيح الجامع الصغير
7496).
6191 - عن الزهري أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله
إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان يصد هذا، ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ
بالسلام" .
رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان.
6198 - عن عمر بن سعد
نا سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :" قتال المسلم كفر، وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم
أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ".
إسناده حسن ، وقال الألباني صحيح(صحيح الجامع
الصغير وزيادته 4235).
6202 - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم
الخميس، فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئا، إلا رجل كانت بينه وبين أخيه
شحناء ، فيقال : انظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا".
رواه
مسلم في الصحيح عن قتيبة .
ورواه الدراوردي عن سهيل قال إلا المتهاجرين .
6203 - عن
أبي صالح أنه سمع أبا هريرة رفعه مرة قال:" تعرض الأعمال كل اثنين وخميس ،
فيغفر الله في ذلك اليومين لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا، إلا امرأ كان بينه وبين
أخيه شحناء فيُقال : اتركوا هذين حتى يصطلحا ، اتركوا هذين حتى يصطلحا ".
لفظ حديث الحميدي رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي
مريم عن سفيان .
6208 - عن الحسن البصري قال: ( ومن شر حاسد إذا حسد).
قال :هو
أول ذنب كان في السماء .
6210 - قال الأحنف بن قيس : خمس هن كما أقول: لا راحة
لحسود، ولا مروءة لكذوب، ولا إخاء لملول، ولا حيلة لبخيل، ولا سؤدد لسيئ الخلق .
6211 - قال الخليل بن أحمد: ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم
من حاسد نفس دائم وعقل هائم وحزن لازم .
6213 - نا الأصمعي قال: بلغني أن الله عز وجل يقول: الحاسد عدو نعمتي
متسخط لقضائي غير راض بقسمتي التي قسمت بين عبادي، قال الأصمعي وقال الشاعر
كل العداوة قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك بالحسد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق