السبت، 7 فبراير 2009

طالب علم - عالم

طالب علم – عالم

العلم له بداية أما نهايته فغير موجودة ، مهما تعمق متعمق ، مهما قرأ المتبحر مهما ....
فإنه لاحد للعلم بل " وفوق كل ذي علم عليم " وكما قيل لم يأمر الرسول صلي الله عليه وسلم من طلب الزيادة في شيئ إلا العلم فقال الله " وقل ربي زدني علماً"
هذا شأن العلم له بداية وليس له نهاية مهما بذلت وأجتهدت في طلبه

لذا جرت علي لسان كل العلماء ذكر بدايات الطلب أي بدأ طلبه للعلم ثم يثني ويقول ومازلت في مرحلة الطلب
وهو يقولها حقيقة ، ولكن جاء الخلف وفسروها علي انه أي العالم إنما يقولها تواضعاً
والصحيح إن ما من قائل يقول هذا القول إلا ويقصده حقيقة
هو في نفسه وبالنسبة للعلم طالب
ولكنه بالنسبة لنا نحن عالم
فالعالم عالم بالنسبة لغيره من صغار طلبة العلم أو المبتدأين في طلبه أما بالنسبة للعلم نفسه فهو طالب

أحتجت أن أقول هذه المقالة لإني أردت ان أتحدث عن بدايات طلبي للعلم فلا يغتر بها أحد فأنا مازلت في بدايات الطلب ،
كما انها تزيل إشكال خطير جداً ، وهو أن العلم لم يقل كلمته الأخيرة في شئ بعد
فمازالت تحتاج المكتبة الاسلامية في شتي الميادين إلي جهود خلاقة خاصة بعد مرحلة جمود قربت من العشرة قرون والله المستعان



أتذكر وأنا في المرحلة الجامعية وانا شغوف بالقراءة وطلب العلم ، ولكن لما أقرأ ما الغاية من القراءة ؟
كنت أقرأ ليقال إني طالب علم
أقرأ ليشار إلي بالبنان فلان بن فلان قرأ كتاب كذا وكذا
وما علامة ذلك ؟
علامة ذلك شيئين :
أولهما : أني أقرأ وعيني علي نهاية الكتاب وليست علي الفوائد التي أستفيدها أو المسائل التي أحصلها
ثانيهما : القراءة للجدل والمناظرة وليس للعمل

وهذا بالتالي يجعلك تقرأ الكتب التي يعد قارئها من المبرزين في الطلب وهذا طبعا ً في الدائرة المحيطة بك

ولا أعني أنني عندما أقول ذلك أني تبرأت من هذه العيوب ، بل النية في الطلب والصدق والاخلاص هي وظيفة شاقة تحتاج إلي مجاهدة دائمة

وإني لأرجوا من الله أن يعيننا عليها خاصة ونحن نتكلم عنها ونحذر من سوء النية أو القصد في الطلب

النية:

تلك الكلمة طبعاً كل طالب علم يعرف معناها
ولكني أقول لكم إنها لمن ألغز الكلمات وأصدقكم القول إني ربما لا أعرف معناها علي سبيل التحقيق

ولكن ما أشعر به أن النية هي تلك الرغبة الشديدة الدافعة لك علي فعل ما تفعل

وامر النية محتاج لدراسة هو نفسه ، ربما كان كتاب دكتور عمر سليمان الاشقر مقاصد المكلفين جيد في هذا الباب

ولكني اليوم أسأل نفسي لماذا أقرأ ؟

اليوم نيتي أختلفت عن زمان
اليوم أري بعيني رأسي واقع أليم ، محنة تلوها محنة ولا أجد لها مخرج
أقرأ لأجد مخرج من تلك الأزمات المتلاحقة المتعاقبة التي نمر بها
لذا تجدني أقرأ في كل العلوم بنهم ورغبة وشغف شديد

وهنا أحاول أن أضع أفضل ما توصلت إليه ليعين غيري أن يكمل فالطريق يحتاج إلي تتابع كتتابع العدائيين كل من يجتاز مرحلة عليه أن يسلمها لمن بعده حتي يأتي التالي ويجتاز مرحلة أخري ، ولا يبدأ من الصفر كما كنا نفعل قرون طويلة

وزاد من عزمي وهمتي هذا المجهود الطيب المبارك فيه إن شاء الله الذي فعله شيخنا ابن عثيمين رحمه الله ، فلقد قطع شوطا طويلاً في تقريب العلوم الشرعية في شتي الفروع رحمه الله رحمة واسعة ، اللهم أسبغ عليه رحمتك وفضلك وأرزقه الفردوس الأعلي

ومع مابذله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إلا إنها مجرد البداية ، والبداية فقط واليوم نحتاج إلي مجهود تالي يكمل ما فعله الشيخ

وزاد من ألمي كلام أحد الدعاة في كتاب له من أكثر من ثلاثين سنة يصف فيه حالة الأمة ويصف مشكلاتها ، وبالمقارنة بواقعنا اليوم أجدها نفس الحالة لم نتقدم أنملة

وأين ذهبت الثلاثون سنة ذهبت أدراج الرياح فالدعاة وطلاب العلم لماذا يقرأون ؟؟

وماذا يقرأون ؟؟

إنما نقرأ ونتعلم لنغير واقعنا
فمبدأ القراءة والتعلم هي لمعالجة الواقع الذي نحياه

اما كثير من الدعاة وطلاب العلم إنما يقرأون ويحاربون في معارك الماضي وهم عن واقعنا عازفون منعزلون

تلك يجب أن تكون نيتنا من الطلب هي تغيير الواقع ومعالجته فلا تغرر بكم معارك الماضي فتغرقكم في رمالها
نعم نقرأ تلك المعارك ونري كيف انتصر فيها سلفنا الصالح لنأخذ المنهج والطريق لنواجه ونتعارك مع واقعنا وننتصر فيه كما انتصروا
لا ان ندرس معراكهم ونقف عندها هي فقط ولا نعلم لواقعنا حل
إذا لم نكن نحن رجال واقعنا فمن ؟؟؟؟


ليست هناك تعليقات: