الأحد، 1 فبراير 2009

الإجتهاد - نظرة مستقبلية

الاجتهاد نظرة مستقبلية

ماهو الاجتهاد ؟
الاجتهاد هو ملكة نفسية يستطيع صاحبها أي المجتهد من إستخراج الحكم الشرعي من الكتاب والسنة إستنباطاً

إذن دعوي فتح باب الاجتهاد أو دعوي إغلاقه كلاهما دعوة باطلة
إذ لا يحتاج المجتهد لإذن كي يجتهد بل يتعلق الأمر بالأهلية
كذا من يستطيع ان ينفي الأهلية عن عموم طلبة العلم أو العلماء

ولكن تلك الدعوات أصلها مرض نفسي يصيب الضعفاء الذين يميلون للكسل وترك العمل ومع هذا يريدون ان يحتفظوا بالوجاهة والرياسة فتجدهم يطرون ويمدحون من سبقهم ويلحقونهم بالاساطير وفي ذلك عذراً لهم (وهموا) عن اللحاق بهم
وهي قضية مشهورة في علم النفس تسمي تمجيد البطل

كيف نخرج المجتهد؟

عملية إخراج المجتهد في هذا العصر أصبحت أسهل من العصور السابقة إذا وضعنا متغيرات هذا العصر في الحسبان

للمجتهد صفات نفسية أي طبيعية
وله أيضا صفات مكتسبة
ويحتاج إلي تدريب علي الاجتهاد

أريد أن أتحدث هنا علي الجزء الغير مذكور في كتب الاصول
اما صفات وشروط الاجتهاد المذكورة في كتب أصول الفقه فيمكننا جميعا مطالعتها هناك

من شروط الاجتهاد العلم بالعربية ، أي العلم باللغة العربية التي نزل بها الوحي (الكتاب والسنة ) الذي هو مصدر التشريع

وفهم العربية يعني فهم لغة الخطاب والاساليب العربية في البيان
ولا يعني معرفة الالفاظ الصعبة الموجودة في الشعر الجاهلي أو غيره
وهذه من الصور الذهنية العائقة للإجتهاد فإذا ذكر معرفة العربية جاءت الصورة القاتمة للأشعار الجاهلية التي يصعب فهمها الآن


لذا نجد في أصول الفقه من أهم الأبواب
معرفة العام والخاص والمطلق والمقيد والمبين والمجمل و...
وكلها مباحث لغوية كان يعرفها الصحابي من فهمه للغته اليومية


الكتاب والسنة والإجماع والناسخ والمنسوخ هذه كلها الآن أصبحت سهلة ميسرة سواء حفظاً أم بحثاً ففي ثوان معدودة يمكن طالب العلم من معرفة هل هذا الحديث صحيح أم ضعيف وهل هذا الحديث منسوخ ام لا وهل هذه من مسائل الاجماع أم لا

من الاشياء المهمة اليوم هي تقرير ما هو دور المجتهد ؟

هل دوره إصدار الحكم او التعريف بالحكم الشرعي

أم نشر العمل بالكتاب والسنة وتطبيقه في الواقع
أي تعبيد الأرض لله وجعلها تشرق بنور ربها

رأيي ان هذا هو دور الامام المجتهد صراحة حقيقة لا أن يقول الحكم ويترك المجتمع يعاني الأمرين في صعوبة بل إستحالة تطبيق ما يقوله علي أرض الواقع

لذا أري أنه يجب علي طلاب العلم اليوم المشرئبين لرتبة الإجتهاد معرفة علم النفس وعلم الاجتماع
فبعلم النفس يعرف المجتهد معوقات تطبيق شرع الله في نفوس الناس فيعمل علي إزالتها وبمعرفة علم الاجتماع يستطيع المجتهد أن ينشئ مجتمعا متعبد لله ولرسوله صلي الله عليه وسلم في كل ذرات الحياة ودقائقها

وهل كان الله ورسوله صلي الله عليه وسلم يتجاهلون النفس البشرية ومكنوناتها لا والله
بل المتأمل البصير بمراحل التشريع وبالناسخ والمنسوخ ليعلم علم اليقين رأفة ورحمة الله بالبشر حين كان يتدرج بهم في الأحكام حتي يطيقونها

فالغرض من الأحكام التطبيق وليس التعليق

حين أغفل العلماء تلك المسائل عزلوا الدين عن الواقع ثم إنعزولوا هم عن الواقع فصرنا إلي الحال الذي نراه جميعاً

والأمثلة كثيرة جداً في تاريخ التشريع
منها تحريم الخمر
منها العبادات كافة وتدرجها حتي ألفتها النفوس

بل كان رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس في التشريع فقط يراعي العامل النفسي بل في واقع حياة الصحابة
الامثلة كثيرة بأبي هو وأمي

إلي جانب علم النفس وعلم الإجتماع علم التاريخ ولا أعني تاريخ الأمة المسلمة خاصة بل تاريخ الانسانية تاريخ البشر تاريخ الحضارة

وهل أُنزل الدين للمسلمين فقط أم للعالم أجمع
الاسلام دين البشر جميعاً فكيف يكون مجتهدين الامة خير الامم آخر الأمم لايدري عما يحدث في دنيا الناس من كل حدب وصوب

ولكن ما السبيل إلي ذلك بل ما هو السبيل إلي تحصيل العلوم الأصلية لتحقيق رتبة الاجتهاد ؟

المكتبة سواء الاسلامية ام المكتبة المعرفية العامة اليوم تزخر بملايين الكتب

ولكن هل كلها كتب تحتاج إلي مطالعة ودراسة ؟

الاجابة لا
فالتاريخ يحفظ لنا أفراد قلائل عبر تاريخ الانسانية كله هم الذين صنعوا الحضارة وقلدهم آخرون صاروا حذوهم وقلدوهم
هنا يجب الانتباه أن طالب العلم يجب أن يطالع ويذاكر كتب واعمال العظماء المبدعين

فمثلا في المكتبة الاسلامية الآف الكتب الفقهية ولكن أهمها علي الاطلاق بل أهم كتب لطالب العلم عامة

مجموع فتاوي شيخ الاسلام ابن تيمية
المغني لابن قدامة
المحلي لابن حزم
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني
تفسير ابن كثير

وإن كانت هذه الكتب كتب متقدمة في الطلب فيمكن الاعتماد علي كتب ودروس العلامة ابن عثيمين كمدخل لتلك الكتب

وفي باقي الفروع عليه بالبحث عن المبدعين المجتهدين فيدرس ماكتبوا ويستغني عن الكتابات الركيكة التي كتبها مقلدون يطيلون الطريق بل ويحرفونه ويدخلونك في متاهات المعرفة والجدل فلا تدرك معها شمس الاجتهاد بل تضل في ضباب التقليد



من الفروع المهمة لطالب العلم تلك التي تتحدث عن العقل وكيف يعمل المخ وكيف تستفيد وتتعامل مع الذاكرة فإنها توفر كثير جداً من الوقت

فربما أجتهد الطالب 5 سنوات في الدراسة والتحصيل والتدريب فحصل منزلة لم يصل إليها اُناس يسلكون دروباً اخري من أكثر من 20 سنة

أسماء لها آثار رائعة في شتي العلوم المعرفية

ابن تيمية
ابن عثيمين
بكر ابو زيد
ابن حزم
الشاطبي
ألفريد أدلر
غوستاف لوبون
جمال حمدان
حسين مؤنس
عبد الوهاب المسيري
توني بوزان
إدوارد دو بونو
دوستوفيسكي
شكسبير
مالكوم غلادويل
الفين توفلر
أمين الخولي
مصطفي صادق الرافعي

ليست هناك تعليقات: