الثلاثاء، 26 يناير 2010

فن التعلم 6

فن التعلم 6


لابد من وجود مقياس لتدرك أين أنت من فهم العلوم ، وأين أنت من التحصيل وذلك عن طريق غرض العلم والمراد منه ، فعلوم العربية غرضها إستقامة اللسان فمتي استقام لسانك فقد تقدمت في علوم العربية
وإني لأذكر موقف طريف كنت وإثنين من أصدقائي ونحن في المرحلة الجامعية وكنا في ثلاث كليات مختلفة طب وعلوم وهندسة ، كنا نذهب نأخذ دروس في النحو علي أيدي أحد الاساتذه الكبار في هذا العلم وكانت الدروس تسجل للمراجعة وكان الشيخ حفظه الله ضرير فكان علي أحدنا أن يقرأ وعلي الشيخ أن يشرح وفي كل مرة كان يقوم أحد أصدقائي بالقراءة مرة الطبيب ومرة المهندس وفي مرة قال لي الشيخ لما لا تقرأ أنت نريد أن نسمع صوتك وعندها بدأت أقرأ فلاحظ الشيخ أني أسكن أواخر الكلمات فقال أنت من أصحاب طريقة سكن تسلم وضحكنا جميعا ونبهني جزاه الله خيرا أن الغرض من النحو استقامة اللسان فمتي لم يستقم لن تفيدني قواعده ولا حفظها بشيئ

ومن ذلك أصول الفقه فإنها قواعد تساعد علي إستنباط الفقه فمتي لم تستطع استنباط الفقه فأنت لم تستفد من الاصول شيئ
وهذا معني خطير جدا لأن كثير من طلبة العلم يدرس العلوم والفروع المختلفة ولا يدرك أنه يحفظها ولا يفهمها ولا يطبقها فغاية كل علم أن تستعمله في غرضه لا أن تحفظ مسائله وتلوكها بلسانك
ومما يحزن أنك حين تسمع أي من الدعاة أو المشايخ أو ممن يجلسون للتدريس أنك تجد الرجل لا يخرج عن نص الكتاب المشروح قيد أنملة لا في الامثلة ولا في التعريفات ولا في التطبيق ولا أي شيئ وهذا علامة خطيرة علي قلة الفهم والتقليد والمحكاة بل إنك تجد ذلك في الكتب نفسها
المثال المذكور في الكتاب الفلاني هو هو المذكور في كل الكتب ، وخاصة علم أصول الفقه فأنا لله وإنا إليه راجعون

ليست هناك تعليقات: