فوائد من مجموع الفتاوي لابن تيمية ج1 -2
إن العبد بل كل حي بل وكل مخلوق سوي الله هو فقير محتاج إلي جلب ما ينفعه ، ودفع ما يضره ، والمنفعة للحي هي من جنس النعيم واللة ، والمضرة هي من جنس الالم والعذاب ، فلابد له من أمرين :
أحدهما : هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع ويلتذ به.
والثاني : هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود ، والمانع من دفع المكروه ، وهذان هما الشيئان المنفصلان الفاعل والغاية فهنا أربعة أشياء:
1- أمر هو محبوب مطلوب الوجود
2- أمر مكروه مبغض مطلوب العدم
3- الوسيلة إلي حصول المطلوب المحبوب
4- الوسيلة إلي دفع المكروه
فهذه أربعة أمور ضرورية للعبد بل ولل حي لا يقوم صلاحه ووجوده إلا بها
بيان ما سبق علي مايلي :
أحدها : أن الله تعالي هو الذي يجب أن يكون هو المقصود المدعو المطلوب ، وهو المعين علي المطلوب وما سواه هو المكروه ، وهو المعين علي دفع المكروه ، فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة دون ما سواه وهذا معني قوله تعالي " إياك نعبد وإياك نستعين " فإن العبودية تتضمن المقصود المطلوب ، لكن علي أكمل الوجوه والمستعان هو الذي يستعان به علي المطلوب
فالأول من معني الألوهية
الثاني: من معني الربوبية إذ الإله : هو الذي يؤله فيعبد محبة وإنابة وإجلالا وإكراما
والرب : هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه إلأي جميع أحواله من العبادة وغيرها ، وكذلك قوله تعالي " عليه توكلت وإليه أنيب " وقوله " فاعبده وتوكل عليه"
.......
علي أن نفس الايمان بالله وعبادته ومحبته وأجلاله هو غذاء الانسان وقوته وصلاحه وقوامه كما عليه أهل الإيمان ، وكما دل عليه القرآن لا كما يقول من يعتقد من أهل الكلام ونحوهم : أن عبادته تكليف ومشقة !
....
ولهذا لم يجيئ في الكتاب والسنة وكلام السلف إطلاق القول علي الإيمان والعمل الصالح : أنه تكليف كما يطلق ذلك كثير من المتكلمة والمتفقه وإنما جاء ذكر التكليف في موضع النفي كقوله تعالي :" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "
وقوله تعالي :" لا تكلف إلا نفسك"
أي وإن وقع في الأمر تكليف : فلا يكلف إلا قدر الوسع ، لا أنه يسمي جميع الشريعة تكليفا ، مع أن غالبها قرة العيون وسرور القلوب ، ولذات الارواح وكمال النعيم ، وذلك لإرادة وجه الله والانابة إليه ، وذكره وتوجه الوجه إليه ، فهو الاله الحق الذي تطمئن اليه القلوب ، ولا يقوم غيره مقامه في ذلك أبداً قال الله تعالي :" فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا "
...
ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة ، ولا استنصر بغير الله إلا خذل وقد قال الله تعالي : " واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا ، كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا "
...
أحدهما : هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع ويلتذ به.
والثاني : هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود ، والمانع من دفع المكروه ، وهذان هما الشيئان المنفصلان الفاعل والغاية فهنا أربعة أشياء:
1- أمر هو محبوب مطلوب الوجود
2- أمر مكروه مبغض مطلوب العدم
3- الوسيلة إلي حصول المطلوب المحبوب
4- الوسيلة إلي دفع المكروه
فهذه أربعة أمور ضرورية للعبد بل ولل حي لا يقوم صلاحه ووجوده إلا بها
بيان ما سبق علي مايلي :
أحدها : أن الله تعالي هو الذي يجب أن يكون هو المقصود المدعو المطلوب ، وهو المعين علي المطلوب وما سواه هو المكروه ، وهو المعين علي دفع المكروه ، فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة دون ما سواه وهذا معني قوله تعالي " إياك نعبد وإياك نستعين " فإن العبودية تتضمن المقصود المطلوب ، لكن علي أكمل الوجوه والمستعان هو الذي يستعان به علي المطلوب
فالأول من معني الألوهية
الثاني: من معني الربوبية إذ الإله : هو الذي يؤله فيعبد محبة وإنابة وإجلالا وإكراما
والرب : هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه إلأي جميع أحواله من العبادة وغيرها ، وكذلك قوله تعالي " عليه توكلت وإليه أنيب " وقوله " فاعبده وتوكل عليه"
.......
علي أن نفس الايمان بالله وعبادته ومحبته وأجلاله هو غذاء الانسان وقوته وصلاحه وقوامه كما عليه أهل الإيمان ، وكما دل عليه القرآن لا كما يقول من يعتقد من أهل الكلام ونحوهم : أن عبادته تكليف ومشقة !
....
ولهذا لم يجيئ في الكتاب والسنة وكلام السلف إطلاق القول علي الإيمان والعمل الصالح : أنه تكليف كما يطلق ذلك كثير من المتكلمة والمتفقه وإنما جاء ذكر التكليف في موضع النفي كقوله تعالي :" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "
وقوله تعالي :" لا تكلف إلا نفسك"
أي وإن وقع في الأمر تكليف : فلا يكلف إلا قدر الوسع ، لا أنه يسمي جميع الشريعة تكليفا ، مع أن غالبها قرة العيون وسرور القلوب ، ولذات الارواح وكمال النعيم ، وذلك لإرادة وجه الله والانابة إليه ، وذكره وتوجه الوجه إليه ، فهو الاله الحق الذي تطمئن اليه القلوب ، ولا يقوم غيره مقامه في ذلك أبداً قال الله تعالي :" فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا "
...
ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة ، ولا استنصر بغير الله إلا خذل وقد قال الله تعالي : " واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا ، كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا "
...